تفاصيل وصور حصرية عن أسر الجندي آرون شاؤول

10530686_793673250675097_8279643347773437359_nنسخ
حجم الخط

نشر موقع "واللا" العبري، صباح اليوم السبت، تقريرا مطولا آثار فيه العديد من التفاصيل الجديدة حول حادثة اختفاء الجندي ارون شاؤول، وإن كانت المصادر العسكرية تشير إلى أنه قتل وأن لديها أجزاء صغيرة من جسده لكن العائلة ترفض تلك الرواية وتشير إلى أنه حي، في حين تحتفظ كتائب القسام بالحقيقة وترفض إعطاء أي معلومات "مجانية" للاحتلال.

ونشر في التقرير لأول مرة صور للمنزل الذي دارت حوله الاشتباك وفوهة النفق الذي قيل حسب التقرير أنه تم سحب أجزاء كبيرة من جسد شاؤول عبره.

ويشير التقرير الذي أعده المحلل العسكري أمير بوحبوط، إلى أن هناك كان حالة من القلق في أوساط القيادة وعناصر الجيش قبيل بدء الحملة البرية، مبينا أن غالبية الفلسطينيين في حي الشجاعية رفضوا المطالبات لهم بالخروج من منازلهم ما آثار الكثير من المخاوف والعواقب الوخيمة التي قد يتسبب بها وجودهم داخل المنازل خلال المعارك.

مكان العملية

مكان العملية

وبحسب التقرير، فإن جنود لواء جولاني كانوا يعلمون بوجود عدة أنفاق بالمنطقة التي سيدخلون إليها ولذلك كان لديهم هواجس وقلق مما سيحصل، واعتبر بوحبوط في تقريره ما جرى بأنها "الليلة الأسوأ" في تاريخ جولاني، مشيرا إلى أن قائد اللواء ولدى انتظاره قرار الدخول لغزة كان يتساءل "ماذا سيحدث لو أطلقت حماس قذائف هاون على مساحات تجمع الجنود؟". إلا أنه لم يجد إجابة واضحة من أي من الضباط الميدانيين.

ويبين التقرير أن الجيش استخدم في عملية اقتحام الشجاعية ناقلات جند مدرعة منها "عفا عليها الزمن" وأخرى من نوع "النمر" الحديثة، حيث تم وضع 16 جنديا في الناقلة الواحدة من طراز "النمر" رغم أنها فقط تتسع لـ 13 جنديا، لافتا إلى أن ذلك يضر بأعداد الركاب من الجنود ويجعلهم في مكان غير آمن لأسباب مختلفة.

وفي التفاصيل، عند الساعة العاشرة من مساء العشرين من يوليو/ تموز، تم منح قائد لواء جولاني الأوامر بالدخول للشجاعية وبدأت الآليات والناقلات تتحرك ببطء، ثم مع وصول أطراف الحي تم مهاجمة الموكب وسط سماع الجنود الذين كانوا داخل الناقلات الغير مستهدفة أصوات تتحدث بالعربية وإطلاق نار مكثف.

فوهة النفق الذي سحب فيه ارون شاؤول

فوهة النفق الذي سحب فيه ارون شاؤول

بدأت القوات الخلفية من العملية تسمع الحديث عن اختطاف جندي وبدأت المعلومات تتدفق إليهم بوجود قتلى وإصابات. تحركت قوات الإنقاذ لمحاولة إخراج القتلى والجرحى وسط اشتباكات عنيفة ووجدوا صعوبات كبيرة بإخلائهم وخلال محاولات الإنقاذ تعطلت ناقلة جند من طراز "النمر" الحديثة ما أثار مزيدا من الارتباك في صفوف الجنود.

بدأت قوة من لواء جولاني توجه وحدات الإنقاذ عبر خريطة رقمية لمناطق الاستهداف، وخلال ذلك تعرضت القوة لإطلاق نار وصواريخ مضادة للدروع من أحد المنازل ومسجد لا يبعدان عن القوة سوى 150 مترا.

ترافق ذلك مع عملية قادها قائد لواء جولاني لتطهير أحد المباني، حيث تم هدم جدار أحد المنازل باستخدام مدرعة "النمر" وتم فتح ثغرة كبيرة فأقدم أحد الضباط على إلقاء قنبلة يدوية داخله، ثم وقعت اشتباكات أدت لإصابة قائد اللواء ومقتل ضابطين آخرين منهم نائب قائد كتيبة الاستطلاع ومسؤول قسم العمليات في لواء جولاني.

حي الشجاعية وقت العملية

حي الشجاعية وقت العملية

في صباح اليوم التالي وفي ظل استمرار القوات البرية على الأرض بحي الشجاعية، كان الضباط يجدون صعوبة في فهم ما جرى خاصةً وأن غالبية الجنود بالمدرعات المستهدفة وخارجها قتلوا. في الرابعة من فجر ذاك اليوم كان الحديث يثار حول عملية اختطاف جندي قبل أن تخرج حماس مساءً وتعلن أسر اورون شاؤول.

تم استدعاء وحدات الهندسة وبعض وحدات الإنقاذ لمكان الهجوم والمنزل الذي وقعت بجانبه المعارك وقتل غالبية الضباط والجنود، وبدأوا بجمع ما تبقى من أجساد الجنود لفحصها. بعد ظهر يوم الأحد وفي لحظات البحث حول النفق الذي خطف منه جسد ارون- حسب الرواية الإسرائيلية- وصل طاقم من الحاخامية العسكرية لتحديد هوية الجنود.

وجد الجنود صعوبة بالغة في البحث والحفر عن النفق لعمقه الكبير، وكان ذلك تحت مشاهدة عناصر حماس الذين كانوا يطلقون قذائف الهاون باستمرار. يوم الاثنين بعد اكتشاف النفق نهائيا تم جمع أجزاء من أجساد الجنود وتم وضعها في أكياس بيضاء وشمل ذلك نقل بعض الرمال في موقع الحادث لأحد المواقع العسكرية القريبة، وبدأ الحاخامات العسكريون عملية الفرز مع الرمال بهدف التعرف على الجنود ودفنهم.

وبحسب التقرير- فإن الأحداث المأساوية في الشجاعية تضع علامات استفهام كثيرة ما زالت موجودة حتى اليوم، منها عدم اقتناع ضباط لواء جولاني بأهمية الدخول بريا. ويقول بوحبوط "كيف ستكون المعركة المقبلة؟". مسؤولون في الجيش يطالبون بضرورة إجراء نقاشات معمقة للتحضير من أجل مواجهة كل المخاطر في أي معركة وضرورة استبدال المدرعات والناقلات القديمة بحديثة.

ويختم بكلمات لأحد الضباط " مسألة وقوع خسائر اكثر ايلاما ام اقل تعتمد على أمور الحرب التكتيكية، في الحرب القادمة سيكون هناك أيضا ضحايا لكن كل ذلك يعتمد على إدارة الحملة".