المستهدف هو العرب وهـو الأمـة العربيـة

thumbgen (14)
حجم الخط
 

ربما أن كثيرين لا يتصورون ولا يدركون حجم الأخطار التي تحدق بهذه المنطقة:»من الخليج الثائر إلى المحيط الهادر» وأيضاً ولا يصدقون ما تراه عيونهم وتسمعه آذانهم وكأن ظهور «النجباء» في حلب بعصائبهم الطائفية مجرد شريط تلفزيوني دعائي أو هزليّ وليس دلالة على أنَّ الولي الفقيه في طهران، ومعه كل الذين متورمة «أكبادهم» بالأحقاد الدفينة على مسيرة التاريخ، الذي في قلبه وعقله ما يعتبره ثأراً تاريخياً قد حانت اللحظة لتسديده والوفاء به وإنْ بالإستعانة بروسيا التي بات واضحاً أنها ترتب الأمور، حتى مع إسرائيل، لإقامة طويلة على شواطىء البحر الأبيض المتوسط الشرقية .

والمفترض أن كل عربيٍّ.. عربيٍّ في هذه المنطقة وأيضاً في المغرب العربي كله بل في كل مكان قد أدرك أن إيران، التي بعد ثورة الخميني في شباط (فبراير) ظننا أنها ستكون رديفاً لأمة يجمعها بها الدين الإسلامي وحضارة متداخلة وتاريخ إنجازات حضارية طويل ، تسعى لتسديد حسابات قديمة مع هذه الأمة العربية وأنها بعدما فتح لها الأميركيون أبواب العراق وبالتالي أبواب سوريا بادرت إلى رفع الرايات الطائفية والمذهبية في إصطفاف يبدأ بمناطق «الهزارا» في أفغانستان وينتهي عند أقدام «المقاتل في فيلق الولي الفقيه» حسن نصر الله في ضاحية بيروت الجنوبية!!.

هل من الممكن أن يصدِّق إنسان في رأسه ولو مثقال ذرة واحدة من العقل أن كل هذا الزحف المذهبي والطائفي، الذي حشد له الولي الفقيه أكثر من أربعين «تشكيلا» من بينها :»الفاطميون» و»النجباء» ..وأسماء أخرى كلها تدل على أحقاد تاريخية مرَّ عليها أكثر كثيراً من ألف عام، هو من أجل إنقاذ نظام يدعي أنه «نظام حزب البعث العربي الإشتراكي» ومن أجل الحفاظ على شعار:»أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة»..؟! وهنا وإذا كان هناك من يظن هذا الظن فإن عليه أن يتذكر أنَّ الذين جاءوا يلهثون خلف الدبابات الأميركية في غزو بغداد وبلاد الرافدين في عام 2003 قد فتحوا أبواب العراق للحقد التاريخي الإيراني ولثأر إستهدف أول ما إستهدف الرايات والبيارق والشعارات البعثية .. واستهدف العرب والأمة العربية .

وهكذا فإنه على بعض الحائرين الذين إنطلت عليهم كذبة ولعبة:»ضرورة تحالف الأقليات في هذه المنطقة» أن يدركوا ويعرفوا أن المستهدف في العراق وسوريا .. وفي اليمن أيضاً ومستقبلاً في بلاد الشام والجزيرة العربية كلها .. وفي مصر وصولاً إلى تطوان هو العرب وهو الأمة العربية وإلاّ ما معنى أنْ تكون حلب محاصرة الآن من السماء بطائرات السوخوي الروسية.. ومن الأرض، من الجهات الأربع، بـ»الفاطميون» و»النجباء» وحراس الثورة الإيرانية وميليشيات حزب الشيطان وليس حزب الله ؟!! ما معنى أن يكون قاسم سليماني هو قائد كل هذا الزحف غير المقدس؟ ما معنى أن يسلم نظام شعارهُ :»أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة» باب توما العربية المسيحية للمستوطنيين الإيرانيين الذين فردوا الأعلام الإيرانية والرايات الطائفية فوق المسجد الأموي.. وفوق أبراج أول عاصمة عربية ؟!.

تنبهـوا وأستفيقـوا أيـهـا العـرب

فقد طغا الخطب حتى غاصت الركب

إنه على كل عربي في هذه المنطقة وسواء أكان: «عارباً « أم «مستعرباً»

أن يتلمس عنقه وأن يدرك أن هدف الذين إخترعوا قصة:»تحالف الأقليات» هو تمرير هذه المؤامرة التي ترفع الرايات والبيارق الطائفية والتي هي في حقيقة الأمر تستهدف الأمة العربية وتستهدف كل عربي.. أكان مسلما ً أم مسيحياً.. والدليل هو أن عمليات التفريغ الديموغرافي التي تمت وتتم في معظم المدن السورية وفي مقدمتها حمص وحماه وحلب وإدلب ودمشق نفسها قد إستهدفت العرب تحديداً وكل هذا وبينما علم البعث .. علم الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة يرفرف فوق مراكز الدولة السورية في هذه المدن كلها .