شرطة إسرائيل لا تحتاج حاخاماً

6_1413398732_7318
حجم الخط

الشرطي ر والشرطية م يجلسان في سيارة دورية. هو رجل، هي امرأة. هل ثمة خوف من تحرش جنسي أو علاقات إمرة من النوع الذي عفّن شرطة اسرائيل سنوات طويلة جدا؟ لا، لكن ثمة خوف من خرق فرائض الدين. الويل للفريق روني ألشيخ، المفتش العام للشرطة، وللعقيدة ميراف لبيدوت، الناطقة بلسانه، إذا ما علم الحاخام رحاميم بركياهو بأن الاثنين يتواجدان في السيارة الشرطية ذاتها دون شرطي إضافي، سائق، أو حارس.
عبث؟ ليس حسب المنطق الغريب الذي وجه ألشيخ والوزير المسؤول عنه، جلعاد أردان، في قرارهما تعيين بركياهو في منصب «حاخام الشرطة».
فقد عدد ما نشر في «هآرتس» بعضا من آراء بركياهو المثيرة للحفيظة، بما فيها معارضته لمنح حقوق متساوية للوطيين.
ألشيخ ليس فقط المفتش العام الأول الذي جاء إلى الشرطة من جهاز المخابرات، بل هو أيضا المفتش العام المتدين الأول، وحتى قبل بضع سنوات سكن في مستوطنة.
من بين كل الحاخامين في إسرائيل، اختار أن يجلب إلى الشرطة مستوطنا.
اختيار غريب على نحو خاص، في الوقت الذي تستعد فيه الشرطة إلى إخلاء المستوطنة غير القانونية عمونة، حيث ستكون الشرطة في الدائرة الداخلية من الاحتكاك مع من سيرفضون طاعة أوامر المحكمة.
فهل معني أي من قادة الشرطة أن يطلب افراد الشرطة من حاخامهم تعليمات تعفيهم من عبء الإخلاء؟
دون صلة بحالة بركياهو المعينة، ليس للشرطة حاجة إلى حاخام.
خدمات الدين للشرطة ليست معقدة، وما كان ينبغي تبذير مقدرات على منح هذه الخدمات منفصلة عن الخدمات الدينية لكل مواطن.
فالشرطي المعني بأن يصلي في وقت عمله لا بد سيجد كنيسا مجاورا للوحدة أو للمحطة؛ وكثير من أفراد الشرطة، ولا سيما «الخضراء» في حرس الحدود، ليسوا يهودا على الاطلاق.
وفضلا عن ذلك فان العلاقة بين الدين والشرطة تبين حتى الآن أنها ضارة وغير مجدية: علاقات ضباط كبار، ألوية وقادة وحدات تحقيق مع حاخامين ومبروكين، أبرياء ومشبوهين، كانت في أساس قضايا محرجة وفي ذروتها قضية اشياهو بنتو وعلاقاته مع مينشه ارفيف وافرايم براخا. ومبادرة الشرطة لمنح تصنيف مهندسين لأصحاب ولاية حاخامية افسدت الشرطة، وفي نهاية المطاف ألغيت بأمر من محكمة العدل العليا.
يقضي المنطق بأنه يجدر الغاء منصب حاخام الشرطة والاكتفاء في أقصى الاحوال بمواطن، موظف في وزارة الامن الداخلي.
لا يوجد أي مبرر لمنح مرتبة عقيد عليا، أجرا شهريا يصل 30 الف شيكل وصلاحيات انفاذ وفتح نار لضابط شرطة.
دون انتظار وقوع السيناريو المناسب الذي يفصل فيه مفتش عام ووزير مناسبان الدين عن الشرطة، لا ينبغي التسليم بمبادرة الشيخ واردان تعيين بركياهو.