اختتام اجتماع لوزان بشأن سوريا دون التوصل لنتائج

لوزان
حجم الخط

اختتم في مدينة لوزان السويسرية الاجتماع الدولي بشأن سوريا دون تحقيق أي نتائج، وتحدثت موسكو عن مناقشة ما وصفتها بأفكار مثيرة للاهتمام، بينما قالت واشنطن إن الاجتماع شهد توترا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنه تم الاتفاق خلال الاجتماع -الذي استمر أربع ساعات- على مواصلة الاتصالات في المستقبل القريب. وأضاف "قلنا بوضوح إنه ينبغي بدء العملية السياسية في أسرع وقت".

بدوره قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري عقب الاجتماع، إن المؤتمرين اتفقوا على بعض المفاهيم الأساسية ومتابعة سريعة لأفكار جديدة قد تقود إلى خارطة طريق بشأن محادثات سياسية، مؤكدا أن اللقاء المقبل سيكون بعد غد الاثنين لبحث الخطوات المستقبلية.

وأفادت المصادر، بأن الاجتماع ركز مباحثاته على الأفكار التي قدمها المبعوث الدولي ستفان دي ميستورا إلى مجلس الأمن الدولي قبل عشرة أيام المتعلقة بوقف الغارات الجوية على مدينة حلب مقابل انسحاب مقاتلي جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) من المدينة باتجاه إدلب.

كما قالت، إن اقتراح دي ميستورا تضمن أيضا إبقاء الحكم المحلي في الأحياء المحاصرة منوطا بالمجالس المحلية، والسماح بتواجد دولي في المدينة.

وبينما غادر معظم الوزراء الفندق، سيمضي كيري ليلته في لوزان، على أن يتوجه الأحد إلى لندن لحضور اجتماع وزاري تشارك فيه الدول الأوروبية التي لم تدع إلى لوزان.

وقد شارك في اجتماع لوزان وزراء خارجية تسع دول ضمت الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وقطر وتركيا، إضافة إلى الأردن وإيران ومصر والعراق.

وكان الاجتماع سبقته عدة لقاءات, منها لقاء ثلاثي لوزيري الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والسعودي عادل الجبير والمبعوث الأممي إلى سوريا، كما التقى وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي لافروف، قبل أن يجتمع لافروف ودي ميستورا.

واجتمع وزير الخارجية السعودي مع نظيريه القطري آل ثاني والتركي مولود جاويش أغلو في لقاء تنسيقي انضم إليه لاحقا وزير الخارجية الأميركي حسب مصادر للجزيرة.

وكان كيري صرح قبيل انطلاق الاجتماعات بأنه سيعقد لقاءات كثيفة مع من أسماهم "الحلفاء المهمين" من أجل إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، ووضع حد للعنف في سوريا.

أما نظيره الروسي فأعرب في تصريحات صحفية عن أن يكون الحوار في "لوزان" انطلاقا من المبادئ الأساسية التي اتفق عليها بين روسيا والولايات المتحدة، والتي علقتها واشنطن أواخر سبتمبر/أيلول الماضي بعد اتهامات متبادلة بخرق الهدنة.

وقبيل الاجتماع، ذكرت المصادر، أن جميع المصادر الدبلوماسية التي تحدث إليها لديها شبه إجماع على أنه لا يمكن التعويل على اجتماع لوزان، ولكنهم أشاروا إلى أن ثمة محاولة لتحريك الجمود السياسي.

كما نقلت رويترز عن مسؤول أميركي أن المحادثات ستكون صعبة جدا، وأنها لن تتوصل إلى حل فوري، لكنها قد ترسي قاعدة لعملية جديدة.

وأضاف المسؤول -الذي طلب عدم كشف هويته- أن الولايات المتحدة التي لم تعد تريد بحث القضية السورية في لقاءات على انفراد مع موسكو، ترغب في حضور دول المنطقة "الأكثر تأثيرا على الوقائع على الأرض" إلى طاولة المفاوضات.

من جانبها، أكدت عدة شخصيات سياسية وعسكرية في المعارضة السورية أنها لا تعول على اجتماع لوزان لأنها غير ممثلة فيه، ولعدم حدوث أي تغيير في مواقف الدول الكبرى بشأن سبل حل الأزمة السورية.