لطمة اليونيسكو للكيان

د فايز رشيد
حجم الخط
 

مصادقة اللجنة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»، على مشروع قرار ينفي وجود أي علاقة تاريخية بين اليهود والمسجد الأقصى، هي لطمة جديدة للكيان الصهيوني.
كما انتقد القرار طريقة إدارة «إسرائيل» للأماكن الدينية في القدس، مشيراً إلى أن القدس تعد مدينة مقدسة للمسلمين والمسيحيين واليهود. ولفت القرار بشكل خاص إلى صلة الإسلام بالمسجد الأقصى، فيما لم يتضمن ذكر ادعاءات الكيان حول علاقة اليهودية بالأقصى. ويستنكر مشروع القرار بشدة أيضاً الاقتحام المتواصل للمسجد، من قبل «متطرفي اليمين» «الإسرائيلي» والقوات النظامية «الإسرائيلية».
المسجد الأقصى يعني القدس، والأخيرة تعني فلسطين. نعم المسجد والكنيسة كما هي عربية خالصة.. كانت وستظل هكذا. يدّعون «يهوديتها» وأنها «العاصمة الموحدة والأبدية» لدولتهم! لا يدركون أن دولة الكيان هي الطارئة في تاريخ القدس وفلسطين والتاريخ العربي برمته ومحكوم عليها بالزوال، وليس فقط محاولاتهم المستميتة لتدمير الأقصى، وإنشاء الهيكل الثالث المزعوم عن طريق «تهويد» المدينة المقدسة! ومثلما فشل غيرهم من الغزاة في البقاء في فلسطين ورحلوا عنها.. سيرحلون هم أيضاً.
المؤرخ الإغريقي هيرودوت، يؤكد «بأن فلسطين جزء من بلاد الشام»، كما أن المؤرخون الفرنجة يؤكدون بإجماع النص: «أن فلسطين ديار عربية». المؤرخ الشهير هنري بريستيد يذكر: «بأن القدس هي حاضرة كنعانية»، بالطبع الكنعانيون هم قبائل عربية.. ولهذا أطلق على فلسطين اسم «بلاد كنعان». اليبوسيون العرب استوطنوا الأرض الفلسطينية منذ 4000 عام قبل الميلاد، واستوطنوا منطقة القدس عام 2500 ق.م. القدس عربية قبل ظهور الدين الإسلامي الحنيف، والتأريخ لعروبتها لا يبدأ من الفتح العربي الإسلامي لها في عام 638 م مثلما يذهب العديد من المؤرخين للأسف! القدس جزء أساسي من فلسطين، ولذلك فالتأريخ للبلد ينطبق على مناطقه ولا يكون منفصلاً!.
الخليفة الأموي مروان بن عبدالملك بنى مسجد قبة الصخرة، والقبة ذاتها كانت تأكيداً لدخول الإسلام إلى المدينة. أما أصل ما يعتمد عليه اليهود من تسمية القدس ب«أورشاليم» فالأصل في هذه التسمية، أن اليبوسيين العرب هم من أطلقوا عليها الاسم وسموها «أورسالم» أي «مدينة السلام» من الأصل.. وبالتالي لا علاقة للاسم باليهود لا من قريب أو بعيد، ولا علاقة لهم بمدينتنا الخالدة.
صلاح الدين الأيوبي أدرك أهمية القدس بالنسبة لفلسطين وتاريخها العربي.. لذا انتقل إليها مباشرة بعد معركة حطين، واعتبرها المفتاح الرئيسي لتحرير باقي المناطق الفلسطينية. هذه نتف صغيرة من حقائق مدينة القدس التاريخية وارتباطها العضوي بالعروبة والإسلام، بعد بضعة عقود من ظهوره.
يقول فلنكشتاين: إن علماء الآثار اليهود لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة، ولا يوجد أساس أو شاهد إثبات تاريخي على اتخاذ اليهود للقدس، عاصمةً لهم، ولا وجود لمملكتي «يهودا وإسرائيل»، وأن الاعتقاد بوجود المملكتين هو وهم وخيال. وإن كان للممالك اليهودية (كما تقول التوراة) وجود فعلي، فقد كانت مجرد قبائل، وكانت معاركها مجرد حروب قبلية صغيرة. أما فيما يتعلق بهيكل سليمان، «فلا يوجد أي شاهد أثري يدلل على أنه كان موجوداً بالفعل». من جانبه قال رفائيل جرينبرج وهو عالم آثار يهودي، ويحاضر في جامعة تل أبيب: «إنه كان من المفترض أن تجد «إسرائيل» شيئاً حال واصلت الحفر لمدة ستة أسابيع، غير أن «الإسرائيليين» يقومون بالحفر في القدس لأعوام دون العثور على شيء». أيضاً كثيرون من علماء الآثار والتاريخ العالميين وصلوا إلى عروبة القدس وفلسطين، منهم عالمة الآثار كاتلين كينون. كذلك تصب في هذا الاتجاه دراسات المؤرخ بيتر جيمس، وأيضاً ما كتبه توماس تومسون، والحقائق التي أكدها المؤرخ العالمي الذائع الصيت أرنولد تويبني، والمؤرخ غوستاف لوبون، والمؤرخ اليهودي ذائع الصيت آرثر كوستلر. والمؤرخ شلومو ساند... وغيرهم وغيرهم (والقائمة تطول). وهكذا جاء قرار اليونيسكو الأولي ليؤكد عروبة الأقصى والقدس وفلسطين.
عن الخليج الاماراتية