العاهل المغربي يبدأ جولة أفريقية لاستعادة مقعد المملكة في الاتحاد الأفريقي

المغرب
حجم الخط

بدأ العاهل المغربي أمس الثلاثاء، جولة أفريقية تقوده إلى رواندا وتنزانيا وإثيوبيا، وتأتي هذه الزيارة بعد أسبوع من قيام الملك محمد السادس بحركة تغيير كبيرة في السلك الدبلوماسي المغربي هي الأكبر منذ توليه العرش عام 1999، في وقت تحاول فيه المملكة استعادة مقعدها في الاتحاد الأفريقي بعد غياب دام ثلاثة عقود بسبب نزاع الصحراء الغربية.

حيث أعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة المغربية في بيان لها صباح اليوم، قيام العاهل المغربي الملك محمد السادس اعتبارا من أمس الثلاثاء، بزيارات رسمية إلى رواندا وتنزانيا وإثيوبيا بينما تحاول المملكة استعادة مقعدها في الاتحاد الأفريقي بعد غياب دام ثلاثة عقود بسبب الصحراء الغربية. 

وقالت الوزارة "سيقوم بزيارات رسمية إلى كل من جمهورية رواندا وجمهورية تنزانيا وجمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية، وذلك ابتداء من يوم الثلاثاء 18 اكتوبر 2016".

ويأتي الإعلان عن هذه الزيارة في وقت طلب فيه المغرب رسميا العودة إلى الاتحاد الأفريقي بعد غياب فاق ثلاثة عقود.

وكان المغرب انسحب من منظمة الوحدة الأفريقية في سبتمبر 1984 احتجاجا على قبول المنظمة عضوية "الجمهورية الصحراوية" التي شكلتها جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو). وقد بقيت عضوية الرباط معلقة في المنظمة ثم في الاتحاد الأفريقي الذي تأسس في يوليو 2001 ويضم حاليا 54 دولة.

وأعلن العاهل المغربي في رسالة إلى قمة الاتحاد الأفريقي التي انعقدت في 18 يوليو في رواندا قرار عودة المغرب إلى الاتحاد.

وقال محمد السادس نهاية يوليو في خطاب بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لتوليه العرش "أن قرار المغرب بالعودة إلى أسرته المؤسسية الأفريقية لا يعني أبدا تخلي المغرب عن حقوقه المشروعة أو الاعتراف بكيان وهمي يفتقد لأبسط مقومات السيادة تم إقحامه في منظمة الوحدة الأفريقية، في خرق سافر لميثاقها" في إشارة إلى جبهة البوليساريو.

كما تأتي الزيارة في وقت قام الملك الأسبوع الماضي، في أكبر تغيير تعرفه الدبلوماسية المغربية منذ توليه العرش سنة 1999، بتعيين قرابة سبعين سفيرا جديدا (قرابة نصف السفراء) بينهم 18 سفيرا تم تعيينهم في دول أفريقية كان المغرب شبه غائب فيها.

وقضية الصحراء الغربية هي الملف المركزي في السياسة الخارجية للمملكة. ويعتبر المغرب هذه المنطقة "جزءا لا يتجزأ" من أراضيه.

ويسيطر المغرب على معظم مناطق الصحراء الغربية منذ نوفمبر 1975، أي بعد خروج الاستعمار الإسباني ما أدى إلى اندلاع نزاع مسلح مع بوليساريو استمر حتى سبتمبر1991 حين أعلنت الجبهة وقفا لإطلاق النار تشرف على تطبيقه بعثة الأمم المتحدة.

وتقترح الرباط منح حكم ذاتي للصحراء الغربية تحت سيادتها، إلا أن البوليساريو تطالب باستفتاء يحدد عبره سكان المنطقة مصيرهم.

ولا تزال جهود الأمم المتحدة في الوساطة بين أطراف النزاع متعثرة.