بالصور: بقرار من المحكمة : عائلة الجعبري تهدم كنيساً يهودياً

Capture
حجم الخط

بعد صراع قانوني في محاكم الاحتلال دام لسنوات طويلة، تمكن أخيرا المواطن عبد الكريم الجعبري من انتزاع قرار يقضي بإزالة كنيس يهودي من ارضه المحاذية لمستوطنة كريات أربع بالخليل، لكن المستوطنين هناك لا زالوا مُصرين على التواجد في الأرض دون أن يتدخل جيش الاحتلال لتنفيذ القرار.

وتعود حكاية الجعبري مع الكنيس للعام الفين واثنين عندما شرع مستوطنو "كريات اربع" المقامة شرق الخليل بانشاء الكنيس على ارضه المقابلة لمدخل المستوطنة مباشرة، والذي بدأ بخيمة ليتحول فيما بعد الى بناء من الطوب والخشب.

وقال عبد الكريم الجعبري إنه حرم على مدى هذه السنوات من دخول ارضه بذريعة تأمين المستوطنين الذين رفضوا في مرات عديدة قرارات للادارة المدنية بهدم الكنيس، قبل أن تصدر قرار من المحكمة العليا في إسرائيل مؤخرا بهدمه.
واضاف انه تعرض لمضايقات واعتداءات كثيرة من المستوطنين لثنيه عن المطالبة بإزالة الكنيس، والتي كان آخرها إقدام مجلس مستوطنة كريات اربع بفرض مبلغ "88" ألف شيكل عليه لقاء ضريبة الارنونة، فيما اعتبره قانونيون سابقة خطيرة.

 

صراع قانوني ومؤامرات استيطانية

ويقول المحامي سليمان شاهين المتابع للقضية إن المواطنين بدأوا باصدار شكاوى للادارة المدنية والحاكم العسكري الاسرائيلي منذ 2003 لكنهم تلكأوا في الاستجابة لهذه الشكاوى.

وأضاف أن رئيس مستوطنة كريات أربع استخدم نفوذه انذاك ثم قدمت المستوطنة بعد ذلك التماسا لتأجيل الهدم.

واردف انه ولغاية العام 2008 كانت تنفذ اوامر هدم ويشهد تنفيذها اشتباكات بين المستوطنين وجنود الاحتلال واعتداءات على عائلة الجعبري في رسالة استيطانية مفادها أن المستوطنين لن ينصاعوا لأوامر الهدم.

 

"بعد ذلك رفض الحاكم العسكري تنفيذ أمر الهدم واعتمد المكان ككنيس من قبل المستوطنين"، يضيف شاهين.

وبحسب المحامي فإن العام 2013 شهد تحويل الكنيس من خيمة إلى بناء قائم من الطوب والخشب بعد ان دمرت العاصفة الثلجية الخيمة حيث بدأ المستوطنون بتوسيعه وتحسينه من الداخل على مساحة 120 مترا.   وفي العام 2014 أمرت المحكمة الاسرائيلية بوقف البناء بعد ان قدم المحامي التماسا للمحكمة العليا ضد القائد العسكري ورئيس الادارة المدنية ووزير الجيش ومستوطن من المبادرين لانشاء الكنيس وطالب بتنفيذ اوامر الهدم.

وبعد مطالبة "كريات أربع" بوقف البناء حاولت معاقبة المواطن الجعبري حيث فرضت عليه غرامة مالية بقيمة 88 ألف شيكل على أرضه ومنزله المحاذي للمستوطنة قبل نحو شهرين، إلا أن المحكمة العليا الاسرائيلية اصدرت لاحقا حكما يقضي بتجميد هذه المطالبة لمدة 6 شهور.

 

جرى الهدم ولم يتم الإخلاء

مؤخرا أصدرت المحكمة الاسرائيلية قرارا يقضي بهدم المبنى وفعلا تم هدمه في 14 نيسان 2015 لكن ذلك لم يكبح جماح المستوطنين عن التردد للمكان واداء صلوات تلمودية الى جانب محاولات اعادة بنائه، ويتواجد المستوطنون فيه باستمرار على مرآى من جيش الاحتلال الذي لا يزال يمنع المواطن الجعبري من دخول الارض بذريعة عدم وقوع اي احتكاكات.

ويؤكد المحامي شاهين انه تم تقديم طلب مستعجل لاخلاء الركام حتى يتمكن الجعبري من استعمال أرضه.