أوقفت السلطات التونسية الأربعاء 19 أكتوبر/تشرين الأول 2016 أحد برامج تلفزيون الواقع، بعد حالة من الجدل تسبب بها مقدم البرنامج، الذي دعا فتاة تعرضت للاغتصاب إلى الزواج من أحد مغتصبيها.
وكان الإعلامي التونسي علاء الشابي استضاف في برنامج تلفزيون الواقع "عندي ما نقلك" فتاة قاصر تم اغتصابها من قبل ثلاثة من أفراد عائلتها الموسعة.
وأثار الإعلامي الجدل على شبكات التواصل الاجتماعية عندما دعا القاصر للزواج بأحدهم -علماً أن مغتصبيها في العقد الرابع والخامس- لـ"ستر عارها" وحملها جراء هذا الاعتداء الجنسي.
الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري المكلفة بمراقبة وتنظيم المحتوى السمعي البصري في تونس (هايكا) قررت إيقاف بث البرنامج لمدة ثلاثة أشهر كاملة ابتداءً من تاريخ هذا اليوم.
واعتبرت الهايكا قرار الإيقاف جاء على خلفية الإخلالات القانونية التي يعاقب عليه المشرع التونسي والتي ارتكبها مقدم البرنامج من خلال انتهاك كرامة الفتاة القاصر التي لم تتجاوز الـ17 سنة، فضلاً عن تهديد حياتها الاجتماعية والنفسية بعدم طمس هويتها خلال عرض الحلقة لما فيه من خرق لقانون الطفولة ولحماية المعطيات الشخصية للأفراد. بحسب بيان الهيئة.
وشدد بيان الهايكا على استنكاره لدعوة مقدم البرنامج الفتاة للزواج من أحد مغتصبيها ستراً لعارها، معتبراً ذلك "حثاً على إفلات الجاني".
وكانت حلقة يوم الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول 2016 قد خلفت صدمة وجدلاً بين التونسيين، بعد استضافة فتاة قاصر تدعى "هاجر" تعرضت للاغتصاب المتكرر من قبل ثلاثة من أقارب والدها وزوجته لينتهي بها المطاف إلى الحمل دون معرفة الأب الحقيقي لابنها.
وحمل مقدم البرنامج مسؤولية ما حصل للفتاة بدعوى "أنها سكتت عن الاعتداءات التي حدثت لها من سنوات ولم تفصح لوالدها بالأمر".
وبالرغم من محاولة الفتاة التي لم تتجاوز بعد الـ 18 سنة الدفاع عن نفسها من خلال تبرير صمتها بالخوف من تهديدات مغتصبيها وزوجة أبيها، غير أن مقدم البرنامج دعاها لأن تطلب الصفح من والدها وتعود لبيته، وأن تتزوج من أحد مغتصبيها في حال ثبوت أبوته لجنينهاً عن طريق الفحص الجيني.