رسالة إلى نتنياهو في عيد ميلاده

14_07_16_11_15_4
حجم الخط

غدا يصادف عيد ميلادك الـ 67. يستوجب الأدب باقة ورود، ويستوجب الواقع باقة شوك، ويستوجب الموعد حساب النفس: هل هذا ما أردته؟ هل هذا ما توقعته؟ هل هذا ما حلمت به؟ الوقوف على رأس دولة كهذه وأخذها إلى حيث تأخذها؟ وأن تخلف وراءك ما ستُخلفه؟ لا توجد فرصة لتخطر هذه الأفكار على بالك.
فأنت لست ما يقولونه عنك. تهمك الدولة على طريقتك، وإرثك ايضا يهمك. بعد هذا الوقت الطويل في السلطة لا توجد فرصة لأن هدفك الوحيد هو البقاء. لدي على الأقل، أنت تحظى باعتماد أكبر.
ما الذي ستقوله لنفسك في يوم ميلادك؟ إن هذه هي الدولة التي حلم بها جدك ووالدك؟ هل سنوات حكمك حسنتها؟ حولتها إلى أكثر عدالة؟ إلى دولة يستطيع الاسرائيليون التفاخر بها؟ هل تعتقد ذلك بجدية؟ لا شك عندي بأنك مقتنع بأنها أصبحت أقوى تحت حكمك. أنت على حق. لم يسبق أن كانت قوية هكذا. ولكن هل القوة هي كل شيء؟ القوة فقط؟ ما سمعته في طفولتك، لكن مسموح أن تتغلب عليه بعد مرور 67 سنة. بل مطلوب ايضا.
اسرائيل الآن ليست للـ مليكوبسكيين الذين جاءوا إلى هنا قبل مئة سنة، وأيضا ليست لوالدك الذي نفى نفسه منها مؤقتا، وليست لمعظم أعمامك الذين نفوا أنفسهم منها إلى الأبد.
إنها دولة قوية، لكن ينقصها شيء واحد فقط هو العدل.
إنها ليست دولة عادلة، بل بعيدة عن ذلك. تعال لنكون صادقين للحظة: أنت تقف على رأس دولة ظلامية.
فيها القليل من الضوء الذي يدعو إلى الفخر، لكن هذا الضوء آخذ بالخفوت بالتدريج.  أنت في الأصل أكثر تنورا وأكثر فهما من جميع وزرائك.
ليست هناك فرصة لتكون ميري ريغف كأس الشاي الثقافي بالنسبة لك، وافيغدور ليبرمان هو النموذج الاخلاقي بالنسبة لك.
وبالتأكيد أنت لا تريد العيش قرب بنتسي غوفشتاين أو باروخ مارزيل، أو نافا بوكر.
أنت لست كذلك، لكن هذا ما بنيته لنفسك. توقعاتي: أنت تفضل شيئا آخر – حضاريا، ليبراليا، وشيئا ثقافيا أكثر. هذا الامر بيدك لأنك قوي بما يكفي.
تعلمت الديمقراطية في اميركا، وهذا ليس شيئا نموذجيا، لكنه افضل من ديمقراطيتنا.
هل تعتقد بالفعل أن اسرائيل يمكن أن تعتبر ديمقراطية مع أربعة ملايين شخص دون حقوق؟ ألا يُذكرك ذلك بالمرحلة الأكثر سوادا في تاريخ أميركا، الذي لم تتخلص منه إلى الآن؟ هل تعتقد أن اسرائيل التي تطرد اللاجئين كي يموتوا هي دولة يمكن التفاخر بها؟ وأن الدولة التي فيها، بشكل علني، طبقتان على أساس العرق والدين والقومية، يمكن أن لا تسمى دولة فصل عنصري؟ أنت الذي شكلها في العقد الأخير – هل تفخر حقيقة بأنك رئيس حكومة للابرتهايد؟ هل تعتقد حقا أن كل العالم مخطئ وأنت فقط المحق؟ اسرائيل ليست مرفوضة بعد من حكومات العالم كما يدعون ضدك.
ولكن شكراً لأن هذا أيضا ليس احتراما كبيرا للقول إنك اسرائيلي – ليس لك وليس لي. وهذا بسببك.
كبرت في بيت يميني ومحافظ، مليء بالغضب على «مباي».
وكطفل عرفت عن بعد أبناء عائلة والدك، وسمعت من أعمامك ما يقولونه عن الهستدروت الشيوعية وغولدا مئير وجابوتنسكي من مكان وجودهم في سكارس ديل، نيو روشل، سياتل وبورتوريكو.
أنت ايضا كنت ولدا في حينه وتشربت كل ذلك، لقد كانوا صهاينة كبارا، لا سيما في أميركا، لكنك أردت أن تساهم في الدولة، فعدت.
غدا (اليوم) في يوم ميلادك، قد تخصص لحظة لسؤال ما الذي ساهمت به وما الذي حطمته.
الوقت ليس متأخرا، وكذلك العمر، وأيضا الفراغ من حولك، ما سيُمكنك من سنوات طويلة في الحكم.
ما رأيك في أن تتغير؟ وأن تبدأ في التفكير من خارج الصندوق الذي بناه آباؤك من حولك.
إما أن تفعل ذلك الآن أو لا تفعل. عيد ميلاد سعيدا.