تبدو المياه الغازية (الكربونية) بديلاً صحياً لمشروبات الصودا المحلاة، لأنها خالية من السكر والألوان الاصطناعية وحمض الستريك والكافيين، وبذلك تتفادى الكثير من العناصر التي تبين أنها مضرة بالصحة. لكن إلى أي مدى تعتبر هذه المياه الكربونية مفيدة للصحة؟ وهل يضمن كونها من ينابيع طبيعية أنها غير مضرّة؟
يُعرف هذا النوع من المياه باسم "الماء الفوّار" أيضاً، ويتم تقديمه في بعض المطاعم كبديل صحي لمشروبات الصودا المحلاّة، كما تتوفر عدة أنواع منه في السوبرماركت. ببساطة هذه النوعية مياه عادية اختلطت بأكسيد الكربون، وهي خالية من السكر والصوديوم والسعرات الحرارية الفارغة وأيضاً الكافيين، وهو ما يجعلها ملائمة مقارنة بمشروبات الصودا.
ما الضرر المحتمل؟ هناك فكرة شائعة أن شرب أية مياه كربونية يؤدي إلى تسرب الكالسيوم من الجسم، ما ينتج عنه أضرار لصحة العظام والأسنان. لكن هذه الفكرة خاطئة، النوع الوحيد الذي ثبت أنه يؤثر سلباً على الكالسيوم هو مشروبات الكولا.
وقد وجدت دراسة نشرت عام 2001 أن المياه الغازية الكربونية تؤثر بشكل بسيط على الأسنان، ولفهم درجة التأثير تمت المقارنة بينها وبين مشروبات الصودا والكولا، وتبين أن مشروبات الصودا المحلاّة تسبب تآكل الأسنان بمعدل يبلغ 100 ضعف أكثر من المياه الكربونية.
لكن هناك ضرر صحي يتعرض له البعض عند شرب المياه الفوّارة الكربونية، وهو تفاقم مشكلة متلازمة القولون العصبي. شرب الكثير من المياه الغازية يزيد الانتفاخ وغازات البطن بسبب احتوائها على أكسيد الكربون.
كذلك إذا كنت تمارس الرياضة في صالة (الجيم) أو نشاط رياضي في ملعب تفادى شرب المياه الغازية الكربونية بعد التمرين لأنها ستملأ معدتك بسرعة، وتؤدي إلى عدم شرب ما يكفي لتعويض السوائل التي فقدتها أثناء التدريب.
من ناحية أخر تأكد من محتويات عبوة المياه الكربونية، ففي كثير من الأحيان تحتوي على نكهات، والتي يكون مصدرها غير طبيعي، وهي غالباً نكهات اصطناعية، وقد تتم إضافة بعض السكر في هذه الحالة لتحسين المذاق، خاصة السكريات الاصطناعية التي لا تزيد السعرات الحرارية لكنها تستفز البنكرياس. عند شراء مياه كربونية تأكد أنها خالية من أية إضافات.