حذارِ من التدخل الإسرائيلي في الحرب السورية

2015-03-13t155640z1lynxmpeb2c0s3rtroptp4syria-crisis
حجم الخط

في فترة الاعياد، التي تكثر فيها المقابلات الصحافية، نشرت في ملحق "معاريف" مقابلة مع لواء متقاعد.
وضمن امور اخرى أوصى بالمبادرة في سورية. "الدخول الى هناك وخلق شبكة علاقات جديدة مع الشعب السوري".
قال مفصلا، وأنا اقتبس: "ندخل لا كي نقاتل أو نحتل، بل كي ننقذ الشعب السوري. أسمح للمليون لاجئ بالعودة إلى بيوتهم، أربطهم بالمياه، الكهرباء، احميهم. أقيم علاقات جديدة مع أجزاء مهمة من السكان. فهل نحن نريد أن نواصل القتال معهم؟ إن لم يكن كذلك، فلماذا لا نبادر؟ لأنه لا توجد سياسة. لدينا القوة العسكرية، الاقتصادية، والمدنية لنغير جوهريا وضعنا ووضع المنطقة كلها... توجد مخاطر، ولكن يجب النظر فيها حيال الفرص السياسية".
الحقيقة، لم اعرف اذا كنت سأضحك أم أبكي. انتظرت إلى أن يسأله الصحافي: "وكيف نفعل هذا؟"، "من هو الشعب السوري"؟ وسلسلة اخرى من الاسئلة.
ولكنه لم يسأله بالطبع. لا يوجد أي معنى لتناول مضمون الاقتراح، ولكنه يطرح عدة مسائل مبدئية تعود لتثور عندنا في سياق ما يجري في المنطقة.
أولا، التطلع إلى المبادرة. هناك ايمان ديني بأن مجرد المبادرة ستمنح إسرائيل مزايا وانجازات.
في المسألة السورية كل مبادرة لنا هي برأيي بمثابة كارثة.
ليس لنا أي نصيب وأي دور في صراعات الجبابرة الدائرة في الشرق الأوسط.
من المحظور علينا حظرا مطلقا أن نضع أنفسنا علنا مع أحد الاطراف، لا العرب السُنة، لا الاكراد السُنة، والا الايرانيين الشيعة.
صحيح أنه توجد مصلحة مشتركة بيننا وبين الدول السُنية حيال ايران، ولكنها سائلة وخائنة.
نحن لسنا سنة ولسنا جزءا من الصراع الشامل بين الشيعة والسُنة.
وانتبهوا الى أن العديد من الدول السُنية تتنازع فيما بينها، وهي التي تقف على رأس الصراع السياسي ضدنا في كل منظمة دولية.
وفي السياق الاضيق و"المحلي" من المحظور علينا، برأيي، أن نتدخل علنا لصالح الدروز في سورية، مؤيدي نظام القتل بقيادة الاسد، رغم الضغوط الداخلية.
شهدتُ شخصيا المأساة اللبنانية، من بدايتها. أدخلنا رأسنا إلى الحرب الاهلية اللبنانية، أيدنا طرفا على آخر، خاننا في اللحظة التي باتت له هذه مجدية.
ثانيا، يوجد لدى غير قليل منا ايمان بأننا قوة عظمى هائلة، فقط اذا ما تجرأت، فانها ستؤثر على تصميم كل المنطقة.
لا الروس، لا الأميركيون – نحن الاسرائيليين سنؤثر.
إن هذا غرور عديم الأساس لا يختلف كثيرا عن الغرور عشية حرب "يوم الغفران".
تعالوا لنكون أكثر تواضعا وبساطة ولنقم أولا وقبل كل شيء بحل مشاكلنا الداخلية.
ثالثا، المسألة الأخلاقية. في سورية يوجد اليوم قتل شعب على ايدي حاكمه وبمعونة الروس.
وحتى في وكالات الأمم المتحدة وافقوا منذ الآن على تعريف ما يجري هنا كإحدى جرائم الحرب الأخطر في التاريخ.
ولكن هل سمع احد ما الرئيس الأميركي يقول كلمة واحدة، تغريدة واحدة؟ هل سمع احد ما ميركيل، التي توجد في صوم؟ لسنا من ينبغي أن يبادر، العالم الحر (لا يزال) هو من ينبغي أن يبادر بشيء ما.
هو لن يفعل شيئا، وبالكاد يذرف دمعة. على خلفية الضعف الأميركي الظاهر، الكل يخاف من بوتين المراهن مع المسدس.
وسؤالان يبرزان: الاول، جوهري وحرج: ماذا يفعل الرئيس الأميركي مع بوتين وجرائم الحرب؟ الثاني، أضيق: بماذا سيهتم أوباما أكثر بين تشرين الثاني 2016 وكانون الأول 2017: محاولة تلطيف مذبحة الشعب السوري أم "الانتقام" من نتنياهو؟