أعلن الكرملين مساء اليوم الجمعة، أن الرئيس فلاديمير بوتين لا يرى من المناسب حالياً استئناف الضربات الجوية في حلب، كما طالبته بذلك قيادة الأركان الروسية، واعتبر أن من الضروري تمديد الهدنة الإنسانية في هذه المدينة.
حيث جاء رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على طلب الجيش الروسي باستئناف الضربات الجوية بالرفض، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن "الرئيس الروسي لا يرى من المناسب حاليا استئناف الضربات الجوية في حلب"، مضيفا مع ذلك أنه "في حال دعت الحاجة فإن روسيا تحتفظ بحقها في استخدام كل الوسائل المتاحة لها لدعم قوات النظام السوري".
وكان الجيش الروسي قد أعلن مساء اليوم، أنه طلب من الرئيس فلاديمير بوتين السماح باستئناف الضربات الجوية في حلب، بعد توقف استمر عشرة أيام، وذلك إثر قيام فصائل إسلامية ومعارضة بشن هجوم على قوات النظام في الأحياء الغربية للمدينة.
وقال الجنرال في هيئة الأركان سيرغي رودسكوي في مؤتمر صحافي "في حين يستمر قتل المدنيين، واستأنف المتمردون القتال ضد القوات الحكومية، طلبنا من القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية استئناف الضربات الجوية في حلب الشرقية".
وكانت الفصائل المعارضة المسلحة في الأحياء الشرقية لحلب شنت هجوما كبيرا الجمعة على الأحياء الغربية للمدينة لفك الحصار المفروض على أحيائها، وقصفت بشكل عنيف الأحياء الغربية ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 15 مدنيا.
وكان الجيش السوري أعلن بدء هجوم واسع على الأحياء الشرقية لحلب في الثاني والعشرين من سبتمبر الماضي، إلا أن النتائج التي حققها كانت محدودة رغم الدعم الروسي.
ومنذ الثامن عشر من أكتوبر الجاري، اوقفت روسيا قصفها الجوي لحلب في إطار هدنة إنسانية كان الهدف منها إجلاء مدنيين وجرحى وسحب المقاتلين إلا أن شيئا من هذا لم يحصل.
وأضاف الجنرال رودسكوي، أن الجيش الروسي "يتخذ كل الإجراءات الهادفة لتأمين الوضع في حلب"، موضحا أن الممرات الإنسانية سبتقى مفتوحة كل الوقت وأن الباصات وسيارات الإسعاف تبقى جاهزة لإجلاء المدنيين والجرحى.
وختم الجنرال الروسي قائلا "نحن جاهزون لبحث كل الاقتراحات الهادفة لتحسين الوضع الإنساني في حلب وبينها إقرار +هدنات إنسانية+ جديدة، لكن شرط ألا يكون المقاتلون هم المستفيدون الوحيدون منها".
بدوره ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة بالقصف الذي تعرضت له مدرسة في الأحياء الغربية لحلب الواقعة تحت سيطرة قوات النظام السوري.
وأضاف الامين العام، أن هذا القصف الذي أدى إلى مقتل أطفال "يمكن أن يعتبر جريمة حرب في حال كان متعمدا".
وتابع "أن المسؤولين عن هذا العمل يجب أن يحالوا إلى القضاء".
وطالب الأمين العام مرة أخرى مجلس الأمن بالسماح للمحكمة الجنائية الدولية النظر في التجاوزات التي تحصل في سوريا.