هذا ما سيحدث في أحد "المولات" قبل 31 تشرين!

1280x960_335397_large
حجم الخط

ليس تشرين الخريف هنا، بأوراق صفراء متساقطة وهزيلة في مهبّ الريح. وليس هو التشرين الذي يرتضي تعرية الغصون وحجب الشمس. بل إنه على العكس تماماً! يحدث أن يصير ربيع أمل يتباهى بما يخلق من جماليات بكلّ اشتقاقات الألوان، داعياً إيّانا جميعاً إلى المشاركة باحتفاليته الزهرية السعيدة. أما الموعد، فهو في 30 تشرين الثاني (الأحد).

 

باللون الزهري، يمرّ شهر تشرين الأول زاخراً بحملات التوعية على مخاطر سرطان الثدي، وذلك بعد أن بدأ العمل بهذه المبادرة على صعيد العالم في العام 2006، بحيث تروّج منظمة الصحة العالمية لتنفيذ برامج شاملة لمكافحة هذا النوع من السرطان في إطار تطبيق خطط وطنية لمكافحته. وتنخرط في هذه المبادرة أغلبية الجمعيات والمؤسسات والشركات، كلّ على طريقتها، من أجل المساهمة في نشر التوعية ودعم المصابات.

 

وللعام الثالث على التوالي، تضطلع شركة L'Oréal Professionnel بهذا الدور الإنسانيّ، فتطلق حملتها بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي (Lebanese Breast Cancer Foundation )، "بهدف مساعدة السيدات المصابات بالسرطان على استعادة الإبتسامة والثقة بالنفس"، كما تقول السيدة سميرة فرنجية، مديرة الاتصالات والاستدامة والشؤون العامة في شركة "لوريال".

 

وفي حديث لموقع "لبنان24"، تلفت إلى أن "الشركة المختصّة بمواد التجميل أطلقت هذه المبادرة في العام 2014 في سعي لمساعدة المصابات في مجال اختصاصها، أي الشعر والعناية بالبشرة (الماكياج وغيره). في العام الماضي مثلاً، اتخذت الحملة شعار "جمالك بقوّتك"، وكانت متمثلة بإقامة دورة تدريبية شاركت بها السيدات وتعلمنّ كيفية الاهتمام بالمظهر الخارجيّ والبشرة...هذه السنة، قمنا بالتركيز على الشعر في حملة تحمل شعار "أنا قصيت" أو "I Took THE CUT". ومن المعروف أن مرضى السرطان يمّرون بظروف استثنائية خلال مرحلة العلاج بحيث يفقدون شعرهم وتتأثر بشراتهم، ما قد يفقدهم ثقتهم بأنفسهم ويدفعهم أحياناً إلى الإنزواء، وبخاصة السيّدات".

 

الحملة رُوّج لها بإعلان ظهرت فيه أربع ملكات جمال من لبنان، وهنّ: رينا شيباني، كارن غراوي، فاليري أبو شقرا وسالي جريج، قررن خوض هذا "التحدي"، وبكلّ جرأة وفخر وسعادة سيقمن بقصّ شعرهنّ نهار الأحد في "مول" ABC في الأشرفية. تقول فرنجيّة:" فوجئنا فعلاً بكمّ التعاون الذي أظهرته الملكات وبسخاء إنسانيتهنّ ومحبتهّن. لقد بذلنّ الكثير من الوقت والجهد في سبيل هذه الحملة، وهنّ مشكورات حقاً". وعن سبب اختيار ملكات جمال في الإعلان الترويجي، تقول فرنجية: " حين تصدر مثل هذه الرسالة عن سيّدات تكرمّن بفضل جمالهنّ، فإنها حتماً ستصل بوقع أقوى وأكثر تأثيراً، سواء الى الرأي العام أو السيدات المصابات بالسرطان".

 

وقبل أربعة ايام من الموعد المحدد للمبادرة، كان عدد المتبرعات قد وصل الى 145. "هذا عدد الحجوزات المؤكدة عبر الهاتف حتى الساعة، ومن المتوقع أن يرتفع بشكل ملحوظ وصولاً حتى يوم الأحد. ولذلك، قمنا بتمديد مدّة الحملة لتصبح من الثانية بعد الظهر وحتى الثامنة مساء بدل السابعة، كما طلبنا من جميع مصففي الشعر إحضار مساعدين لهم لكسب مزيد من الوقت".

 

يذكر أن مصففي الشعر سيقدمون خدماتهم بشكل مجانيّ، وهم من أفضل الحلاقين المتعاونين مع شركة "لوريال": "أقلّ الواجب أن نكرّم السيدة المتبرعة بتصفيفة شعر تليق بجمالها الخارجي والداخلي معاً"، تقول فرنجية.

 

الطول الأدنى للتبرع بالشعر هو 20 سنتيمتراً، وذلك لأسباب تقنية تتعلق بالقدرة على الافادة من خصل الشعر على أكمل وجه وتحويلها الى "باروكة" شعر طبيعي. وستحصل كلّ متبرعة بشهادة توّثق كامل التفاصيل المتعلقة بعملية التبرع، وذلك من اجل المصداقية والشفافية، علماً بأن جمعية LBCF ستكون حاضرة في ABC خلال تنفيذ الحملة، وهي من ستتلقى في النهاية باروكات الشعر بعد خياطتها وإنجازها، وتقوم يتوزيعها مجاناً على المصابات بالسرطان اللواتي فقدن شعرهنّ. وهذا لا يعني ابداً ان الأطفال المرضى سيكونون خارج هذه المبادرة، فالهدف هو مساعدة جميع المصابين. اللافت، أن السيدة التي سوف تستفيد من الشعر طوال فترة علاجها، ستعيده إلى الجمعية بعد معافاتها واستعادتها شعرها الطبيعي، وبذلك تتعزز روح التعاون والتضامن.

 

واذ تلقت الشركة اسئلة كثيرة من راغبات بتبرّع خصل شعر قُصّت سابقاً، تؤكد فرنجية أنه مرحب بجميع من يريد تسليم شعر مقصوص سابقاً، حتى لو لم يكن بالطول المطلوب، وذلك نهار الأحد المقبل.

 

واذ تقام هذه الحملة مرة واحدة في شهر تشرين تزامناً مع شهر التوعية على مخاطر سرطان الثدي، إلا أنه بإمكان أي سيدة راغبة بالتبرع بشعرها التوّجه الى مصفف شعر متعاون مع شركة "لوريال" في أي وقت من السنة، بحيث تُرسل خصل الشعر اليها وتباعاً الى الجمعية.

 

"اصابت الحملة عصفورين بحجر"، تقول فرنجية بكل فخر وسعادة:" كثيرات اتصلنّ بنا للحصول على شعر. هكذا، بتن يعرفن اليوم من اين وكيف يستحصلن على الشعر من دون تكبد أي مصاريف"، فالجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي تفتح ابوابها على مدار العام لزرع الابتسامة على وجوه ترتكب التحدي يومياً، على رغم الألم.

 

If you care...cut your hair...