شهادات لأطفال أسرى يروون معاناتهم داخل سجون الاحتلال

52
حجم الخط

 نقلت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين هبة مصالحة، شهادات صعبة وقاسية أدلى بها أطفال أسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تعرضوا للضرب الشديد والتنكيل والتهديد بالتحرش الجنسي خلال اعتقالهم واستجوابهم على يد الجنود والمحققين.

وجاءت الشهادت، وفق ما ورد في بيان صحفي صادر عن الهيئة، مساء اليوم السبت، كالتالي:

 

الأسير عمر خالد اشتي: استغلال حالته الصحية والضغط عليه

أفاد الأسير القاصر عمر خالد اسماعيل اشتي ( 14 عاما ونصف)، من سكان شعفاط بمحافظة القدس، والمعتقل يوم 28/4/2016 ويقبع في قسم الأشبال في سجن مجدو، بأنه اعتقل من البيت الساعة السابعة مساء، بعد اقتحام الجنود ورجال الشرطة لمنزل عائلته، واقتياده إلى شرطة النبي يعقوب في شارع صلاح الدين وإدخاله مباشرة إلى التحقيق ومنع والده من مرافقته داخل غرفة التحقيق.

وقال الطفل اشتي إنه مريض بسكري الأطفال منذ 6 سنوات ويأخذ 4 إلى 5 حقن أنسولين يوميا، ويوجد جهاز ضبط السكر على جسمه بشكل دائم يعطي إشارة له عند حدوث تغيير في مستوى السكر بالدم، ولكن المحقق رفض إبقاء هذا الجهاز مربوطا على جسده، وقام بفصله عن جسمه خلال التحقيق معه، ما شكل خطورة صحية عليه، وذلك للضغط عليه لإجباره على الاعتراف.

وأفاد اشتي بأنه التحقيق جرى معه وهو مقيد بيديه وقدميه لمدة 3 ساعات، ثم نقل إلى مركز تحقيق المسكوبية حيث مكث هناك 17 يوما.

وقال إنه بتاريخ 27/5/2016 حكم عليه بالحبس المنزلي وأفرج عنه، ولكن بعد 3 شهور وبتاريخ 14/8/2016 أعيد مرة أخرى إلى السجن.

 

الأسير محمد معتوق: التهديد بالتحرش الجنسي وضربه بالعصي

أفاد الأسير محمد هاني صبحي معتوق (17 عاما)، من سكان بيت حنينا بمحافظة القدس والمعتقل يوم 9/1/2015 ويقبع في سجن مجدو بقسم الاشبال، ومحكوم 4 شهور و6000 شيقل غرامة، بأنه اعتقل من البلدة القديمة بالقدس الساعة التاسعة صباحا بعد أن هجم عليه عدد من الجنود وجروه إلى ساحة قريبة وانهالوا عليه بالضرب وبشكل تعسفي وهمجي بعد أن طرحوه أرضا.

وقال إن الجنود ضربوه بأيديهم وأرجلهم على وجهه ورأسه، ثم ضربوه بالعصي على قدميه بكل قوتهم حتى أنه لم يستطع الوقوف أو المشي من شدة الضرب، فقام الجنود بجره إلى مركز شرطة (القشلة) بالقدس في باب الخليل، وهناك أدخلوه إلى الحمام، ودخل عليه 3 جنود أخذوا يضربونه بأقدامهم وبالعصي على ركبتيه وعلى ظهره ورأسه.

وأفاد الأسير معتوق بأن أحد الجنود ويدعى "نزيه" صاح به قائلا "اعترف حالا بأنك قمت بطعن مستوطنة وإلا سأدخل معك إلى الحمام لوحدي وأعمل فيك إشي مش مليح".

وتابع أنه نقل إلى غرفة 4 في مركز تحقيق المسكوبية، وهناك استمر تعرضه للضرب الشديد والمسبات، مضيفا أن أحد المحققين قال له "أنت بعدك ما شفت إشي، احنا لسه بندادي معك"، ومن ثم أخذ يضربه ويصفعه بقوة على وجهه.

وأضاف أن شابين بلباس مدني دخلا عليه وهو في غرفة التحقيق، وكان يجلس مشبوحا على كرسي، فأمسك أحدهما برأسه وأخذ يضربه تارة بالحائط وتارة بخزانة موجودة في غرفة التحقيق، ثم أمسك الكرسي وقلبه فوقع وارتطم بقوة بالأرض، مشيرا إلى أنه شعر بأوجاع رهيبة وآلام شديدة في رأسه وجسمه، وأن المحقق هدده قائلا "مش راح تخرج من غرفة 4 قبل أن تعترف والا سنحضر هنا أمك وختك".

 

الأسير عز الدين ردايدة: أشبعونا ضربا

أفاد الأسير عز الدين إبراهيم ردايدة (17 عاما)، من سكان قرية العبيدية بمحافظة بيت لحم والمعتقل يوم 4/8/2016 ويقبع في سجن مجدو قسم الأشبال، بأنه اعتقل من محطة القطار في منطقة النبي يعقوب بالقدس الساعة التاسعة صباحا، وجرى اقتياده إلى مركز شرطة النبي يعقوب وهناك أجبر على أن يجلس على ركبتيه ورأسه للأسفل باتجاه الحائط وهو مقيد إلى الخلف ولمدة 3 ساعات، ثم بدأوا بضربه بأيديهم على بطنه، قبل نقله إلى سجن المسكوبية حيث مكث هناك 45 يوما.

وقال إنه خلال التحقيق معه في المسكوبية تعرض لاعتداءات وحشية ومتواصلة وأن السجانين يقومون بإخراج الأسرى إلى غرفة جانبية صغيرة لا يوجد بداخلها كاميرات، ومن ثم يعتدون عليهم بشكل تعسفي ومهين، بواسطة "الدبسات" والأرجل والأيدي، ويشبعونهم ضربا.

 

الأسير بدر قادوس: التلذذ بضربه وإهانته

أفاد الأسير بدر حيدر إسماعيل قادوس (16 عاما)، من سكان بلدة عراق بورين بمحافظة نابلس والمعتقل يوم 24/8/2016 ويقبع في قسم الأشبال في سجن مجدو، بأنه اعتقل من البيت الساعة الثامنة مساء بعد اقتحام الجنود للمنزل، وجرى اقتياده إلى مستوطنة قريبة تدعى "براخا".

وقال إن الجنود جروه في الوديان والجبال خلال اقتياده إلى المستوطنة، لمدة 3 ساعات، في طريق ترابية وعرة ممتلئة بالحجارة والأشواك الجافة، وأنه عانى من تعب شديد جراء المشي، خاصة أنه كان يسقط بين الأشواك والحجارة، الأمر الذي سبب له آلام شديدة جراء دخول الأشواك في جسمه، مشيرا إلى أن الجنود كانوا يضحكون ويستهزئون به، موجهين له الشتائم والمسبات.

وقال إن "الجنود كانوا يتلذذون كلما وقعت على الأرض وتألمت بسبب سقوطي على الحجارة والأشواك، وأحيانا يقومون بدفعي وشدي بسرعة بشكل متعمد بهدف إسقاطي على الأرض".

ــ