أعلن رئيس وفد مجلس النواب الليبي للحوار الوطني محمد شعيب أن الجولة الأخيرة من الحوار شهدت اتفاقا كبيرا على معايير الحكومة الجديدة، وقطعت شوطا مهما في مناقشة الإجراءات الأمنية.
ودان شعيب في كلمته في المؤتمر الصحفي الذي عقد في قاعة المؤتمرات بالصخيرات المغربية في ختام الجولة الرابعة من الحوار الليبي، حوادث القتل والتشريد التي تشهدها طرابلس مؤخرا.
وأكد "سنمضي في الحوار وندعو كل الوطنيين في كل أنحاء ليبيا إلى دعم هذا السعي لقطع الطريق أمام كل الراغبين في عرقلة المصالحة الوطنية".
المخزوم: ناقشنا جميع الملاحظات
من ناحيته أوضح رئيس لجنة الحوار التابعة للمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته صالح المخزوم: "ناقشنا جميع الملاحظات، وسيتم تنقيحها وإعطائنا نسخة من المسودة الجديدة اليوم، بعد أن عملت عليها الأمم المتحدة اليومين الماضيين".
وأضاف المخزوم "طُلب منا بشكل مباشر أن نضع الملاحظات النهائية حتى نتمكن من معرفة نقاط الخلاف والاتفاق بيننا، لمعرفة النسبة التي يمكن التوصل بها إلى اتفاق، حتى تعطي الأمم المتحدة المساحة المطلوبه لذلك، نتمنى أن نصل إلى نسبة 80% التي ذكرها ليون، لكننا لم نطلع بعد على المسودة لمعرفة ذلك، وسنحدد النسبة بعد الاطلاع على نقاط الخلاف ونقاط الاتفاق".
وكان برناردينو ليون، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا أكد الأحد أن طرفي النزاع توصلا إلى تفاهم على 80% من بنود مشروع الاتفاق الأولي للسلام الذي سيؤدي إلى إنهاء الصراع الطويل.
وأشار ليون إلى أن البنود المتبقية للاتفاق تحتاج إلى مشاورات إضافية من المشاركين في الحوار الذين سيجتمعون مرة أخرى بعد أسبوعين لصياغته.
وتابع المخزوم مؤكدا: "نحن متفائلون وسنساعدهم في تحديد النسبة بعد عودتنا إلى طرابلس للتسريع في هذه المفاوضات، لأن الاتفاق الشامل سيساعد في هذه المرحلة".
كما كشف أن "النقاط التي ننتظرها هي معرفة وضعية السلطة التشريعية واختصاصاتها، وما يعرقل الاتفاق النهائي هو قضية محاولة ترجمة حكم المحكمة واحترامه، فالمشكلة بين الحكم والانتخابات كان الأمر الواقع أن يكون المؤتمر هو الجسم التشريعي".
ونوه إلى أنه "بعد خمسة أشهر ينتهى البرلمان (...) لذلك يجب أن نستغل هذه الأجسام للوصول إلى حل حتى لا تكون الدولة بلا جسم تشريعي".
AFP
هذا وقرر المشاركون في جولة الحوار الليبي الأخيرة الأحد تعليق الجولة الحالية من المباحثات التي تجري في المغرب لإجراء مشاروات نهائية حول بنود اتفاق تسوية النزاع في ليبيا.
وقد شارك في الحوار بمنتجع الصخيرات السياحي قرب الرباط ممثلون عن المؤتمر الوطني العام في ليبيا (برلمان طرابلس) وآخرون عن برلمان الحكومة المؤقتة في طبرق المعترف بها دوليا.
تجدد الاشتباكات في سرت
في غضون ذلك يستمر الوضع الميداني على ما هو عليه من معارك ومواجهات، اذ تجددت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة، بين "الكتيبة 166" التابعة لـ"فجر ليبيا" وعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" في مدينة سرت.
وقال شهود عيان إن الاشتباكات دارت باستخدام المدفعية وقذائف الدبابات والراجمات بين الطرفين من مواقع تمركزهم، وأسفرت عن تضرر العديد من المنازل.
A
يذكر أن عناصر "داعش" تتمركز قرب منطقة الجيزة العسكرية بمجمع المقار الحكومية وقاعات واقادوقو وجامعة سرت، وفي العمارات التركية قيد الإنشاء.
كما أن الوضع في طرابلس ليس أفضل حالا حيث شهدت المدينة خلال اليومين الماضيين اشتباكات عنيفة في تاجوراء وفشلوم سيطرت خلالها قوات "فجر ليبيا" وكتائب متحالفة معها على فشلوم، أحد أحياء العاصمة الرئيسة بعد اقتحامه بأكثر من 70 سيارة عسكرية.
وقال شهود عيان من السكان الذين أخلوا منازلهم إن مسلحين تابعين لـ "فجر ليبيا" شنوا حملة اعتقال لشباب الحي وقتلوا بعضهم فور مداهمة منازلهم.