قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل، خلال مشاركته من الدوحة في مؤتمر الأمن القومي الفلسطيني الرابع الذي عقد بمدينة غزة صباح اليوم، إن حركته تريد أن تعمل مع شركاء أقوياء من أجل الشعب الفلسطيني، داعيًا إلى إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة الاعتبار لها، وأن تكون حركة فتح قوية وموحّدة.
وأضاف "نريد مرجعية وطنية مشتركة وموحدة للداخل والخارج تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطيني، آن الأوان أن نعيد الاعتبار لهذه المنظمة التي تعتبر منجزًا وطنيًا".
ونفى مشعل سعي حركته للسيطرة على منظمة التحرير، مشدّدًا "لا يحق لأحد ولا يستطيع أحد أن يهيمن ويسيطر، نحن شركاء في الوطن والمسؤولية ورسم المستقبل أن نقود شعبنا لأفق حقيقي".
ودعا إلى التوافق على استراتيجية نضالية مشتركة، واستعادة مشروع التحرير والمقاومة، بوصفه ذراعًا حقيقيًا ضاغطًا على الاحتلال الإسرائيلي مؤكّدًا على أن "أي عمل سياسي بدون مقاومة يتحوّل إلى استجداء".
ورأى رئيس المكتب السياسي لحماس أنه من الخطأ إقامة سلطة تحت الاحتلال، وأن إنشاءها هو عكس الأولويات "فالتخلص من الاحتلال والتحرر يجب أن يكون أولًا".
وشدّد على فشل الرهان على مشروع التسوية الذي ذهب إليه البعض بذريعة اختلال موازين القوى، مشيرًا إلى أن فلسطين ما زالت تنتفض في كل محطة بوجه الاحتلال ويتنقل من ثورة إلى انتفاضة والأرض الفلسطينية حبلى بالمفاجئات.
وأضاف "لا يمكن لشعبنا أن يتعايش مع الاستيطان وهذا الواقع غير الشرعي، و"إسرائيل" بعد 100 عام لا زالت تتشكك في مستقبلها، وتشعر بالافتقار للشرعية، ويطلب من الضحية الاعتراف به، وترفض الضحية ذلك".
ودعا مشعل السلطة والفصائل الفلسطينية إلى الوقوف أمام مسؤولياتها أمام عديد الملفات المهمّة، مؤكّدًا أن حماس تضعها على رأس أولوياتها.
وبيّن أن هذه الملفات تتضمن حماية المسجد الأقصى من الانتهاكات، وحماية القدس من التهويد، وحماية المقدسات المسيحة، ومواجهة الجدار والاستيطان، وحصار غزة، والأسرى الذين افتدوا وطنهم بحريتهم وكانوا مستعدين لافتدائهم بدمائهم وأرواحهم، والشعب اللاجئ الذي ينتظر أن يعود إلى أرض الوطن، والقتل اليومي الذي ينفذه الصهاينة بحق أبناء شعبنا، معقباً "هذه الملفات لا يمكن أن ننجزها ما لم نعمل معا".
وطالب مشعل الدول العربية بإبقاء فلسطين قضيتها الأولى، وأن لا تذهب باتجاه إدارة علاقاتها الدولية عبر "تل أبيب".
وأضاف "نحن ندافع عن العرب وأمنهم، والأمن القومي الفلسطيني هو جزء أصيل من الأمن القومي العربي، و "إسرائيل" ليست حلًا بل هي أساس المشكلة".
واختمم مشعل كلمته بالتأكيد على أن فلسطين إلى خير ونصر وتحرير وأفق جديد.
