لإرسال تبرعاتكم: عائلة نتنياهو، بلفور- 2، القدس!

20150217164852
حجم الخط

تقرير مراقب الدولة، الذي سيتم نشره اليوم (أمس) يكشف عن النزر القليل الذي يجري في «عش الوقواق» الرسمي. لا يمكن أن نعتبره مكانا ضيقا، بل هو مكان واسع. المراقب يزيل فقط القشرة الخارجية وبصعوبة، وفقط بعد أن أعلن أنه استجاب لتوسلات محامي نتنياهو وقرر تأخير النشر الى ما بعد الانتخابات. على هذه الفضيحة كان يجب أن يذهب، لكن من الجانب الثاني فإن النائبة العامة للدولة نفسها طلبت تأجيل النقاش في دعوى مني نفتالي للسبب ذاته، اذاً لماذا نلوم مراقب الدولة؟ سنستغل الفترة الباقية حتى نشر التقرير لنتحدث عما سبق نشره.
الفيلم الدعائي القصير لموشيه غلامن. يكفي هذا الفيلم لنفهم مع من نجري حسابنا. الى أي درجة مستعد بيبي وزوجته اللذان يسكنان في بلفور 2 أن يُهبطا أنفسهما والدولة. لقد استدعيا أحد المخرجين ماسحي الجوخ والمشكوك في قدراتهم ليصور فيلما في المقر الرسمي لرئيس الحكومة، ليثبت كم هما مسكينان هو وزوجته وفي أي ظروف سيئة يجبران على تمضية أيامهما ولياليهما. القصارة مقشرة، والسجاد ممزق، والرطوبة منتشرة. فقط كان ينقصه في النهاية كتابة عنوان لارسال التبرعات.
بالمناسبة، من المخجل أن نكتب عن ذلك لكن هذا ما لدينا. السيد غلامن، الذي منذ فترة قصيرة نشر عملا شخصيا له من صور شخصية على خلفية من الحجارة أو الخشب، هو شخص له مصلحة واضحة في هذه القصة. هو يدعي أنه مول الفيلم من جيبه، لماذا لا يمول؟ خلال الفيلم القصير نشاهد صورة مطبوعة على الخشب للزوجين نتنياهو خلال مشروعه. كما أنهما يتحدثان بدون خجل عن المشروع خلال الفيلم. هذا الاعلان لمشروع تجاري وشخصي ويساوي مبلغا كبيرا، وهكذا فجأة نفهم لماذا يغطي التكاليف من جيبه. لو كانت هناك شرطة تستحق اسمها فإن هذه القصة ستثير الشك حول عدد كبير من المخالفات الجنائية. وهكذا فقد تلقى مقابل ما دفعه لكن بطريقة اخرى. وهكذا يسير الامر مع محامي الزوجين ورجال العلاقات العامة الذين يعرفون أنه ليس من المناسب طلب مقابل عملهم، فهم لن يتسلموا اطلاقا هذا المقابل. الوحيد الذي تسلم بضعة شواكل كان شعيا سيغل، لكن عندما عرفت السيدة بالامر سارعت الى ارسال مبعوث الى بيت سيغل المسكين واسترد المبلغ نقدا.

التجديد المزعوم
نعود إلى الفيلم. يتجول غلامن مع السيدة في ارجاء البيت، لكنه لا يطلب الصعود الى الطابق الثاني، ولو كان طلب لاكتشف عالما آخر، فالمطبخ هناك مطبخ حديث ومتطور. كما أن غلامن تجاوز الصالون، وهو غرفة انتظار حولتها زوجة نتنياهو الى غرفة تصفيف للشعر شخصية وكلف هذا التحويل 40 ألف شيكل، ولعدم وجود مصادقة على ذلك فقد حصل لها عزرا سايدو على ذلك عن طريق ادعاء اصلاح مكتبين لرئيس الحكومة واستغل النقود لصالون التصفيف.
أول من أمس، نشر رئيس الأمن العام ديسكن تصريحا قصيرا، اختصر فيه كل الموضوع «التصوير في بيت رئيس الحكومة هو خرق حماية خطير»، واضاف: «يبدو أن الخوف من تقرير مراقب الدولة أنسى المخاوف الامنية المتطورة جدا للعائلة الملكية».

خمس دقائق من المعلومات السرية
أدخلت السيدة كاميرا غير مسموح بها الى البيت الاكثر حماية في اسرائيل، مصورة النوافذ والاقفال، وكل ذلك من اجل التغطية على الانطباع المترتب على تقرير مراقب الدولة. ويقول ديسكن إنه من تجربتي الشخصية استطيع أن اقول لكم «إن أي جهاز استخبارات اجنبي أو منظمة ارهابية كانت ستدفع مبالغ طائلة للحصول على كل التفاصيل التي ظهرت في الفيلم. إن اتزان الشخص الذي بادر الى هذا الفيلم مشكوك فيه جدا».
نهاية أقواله كانت هي الاكثر ازعاجا، فهو يسمي السيدة نتنياهو رئيس الحكومة الفعلي، وهو يعرف لماذا. إن جيش المتزلفين لنتنياهو يتهم ديسكن بأنه أراد أن يصبح رئيسا لـ»الموساد»، ولم يُمكنوه، وهذا امر ليس له صلة بالواقع.
يتحدث ديسكن عن الاتزان ورجاحة العقل. هذا هو اتزان الشخص المسؤول عن امننا وحياتنا، هذا الاتزان الذي يقوده الى أن يبيع آخر أسهمنا في البيت الأبيض من أجل الحصول على خطاب آخر قبل الانتخابات باسبوعين. لقد تبين صدق ما نشره امنون ابراموفيتش في القناة الثانية بأن الأميركيين يعترفون أن اوباما أمر بالتوقف عن ادخال اسرائيل الى الغرفة الداخلية والتوقف عن اطلاعها على تفاصيل ما يجري في المحادثات مع ايران، هذه هي المرة الاولى التي ينزلوننا فيها الى مستوى هذه الدرجة الهابطة.
لكن من يهتم بذلك، الاساس هو أن يلقي خطابه هناك. حقيقة أن هذا الخطاب أضر جدا بدعم موقف اسرائيل «المحق تماما»، هي أمر هامشي. فهو أراد إلقاء الخطاب لأنه يريد ان يبقى في ذلك البيت في شارع بلفور، هذا البيت المتضعضع الحقير. اذا كان البيت بهذا القدر من السوء فلماذا يقاتلون من اجل البقاء فيه ويتمسكون به بكل ما اوتوا من قوة؟
عن «معاريف»