طرطشات

د. فتحي أبو مُغلي
حجم الخط

• أصل الحكاية
قرار «اليونيسكو» الأخير لم يأت مفاجئاً للإسرائيليين؛ فهم يعرفون أكثر من غيرهم أنهم غزاة ومحتلون وليسوا أصحاب حق وأرض، وأن المسجد الأقصى لم يكن ولن يكون ملكاً لهم، ومع ذلك فقد ثارت ثائرة حكامهم، وصقورهم، وحمائمهم بسبب قرار مؤسسة أممية اعتقدوا أنها لن تجرؤ على نفي روايتهم، لكن يتوجب عليهم أن يعلموا أن الحق لا يموت وأن التاريخ لا يزور؛ طالما أن هناك أصحاب حق وصناع تاريخ تنبض عروقهم بالحياة وبحب أرضهم.

• دماء على الأسفلت
رغم كل التحذيرات ورغم كل ما يعلن عن أرقام وإحصائيات، ما زالت حوادث السير بازدياد مطرد، صحيح أن بعضها يعود لرعونة بعض السائقين وبعضها الآخر يعود لإهمال الصيانة اللازمة للمركبات، وهذه أسباب تفيد في تقليلها التوعية وتشديد الرقابة على الطرق ومراقبة صلاحية المركبات، إلا أن معظم الحوادث يعود لأسباب أخرى تحتاج إلى تخطيط سليم وإدارات كفؤة للتعامل معها وإزالة أسبابها، فسير الآليات الثقيلة والشاحنات على الطرق داخل المدن، خاصة في ساعات الذروة يعتبر من أهم أسباب أزمات السير والحوادث، كما أن الازدياد الكبير وغير المدروس ودون تهيئة البنى التحتية اللازمة لأعداد السيارات سبب أساس في ازدياد حوادث الطرق، نحن بحاجة لوقفة مسؤولة أمام ما يهدر من دماء أبنائنا بسبب حوادث السير والتي أصبحت تنافس بعددها ما يهدر من دماء زكية على أيدي قوات الاحتلال البغيض.

• مؤشرات واعدة ولكن..
أن يتم اختيار سيدة فلسطينية كأفضل معلمة مبدعة وأن تحصل مدرسة فلسطينية على جائزة أفضل مدرسة عربية، تعتبر مؤشرات جيدة على قدرة شعبنا على العطاء والإبداع رغم كل الظروف السيئة المحيطة وعلى رأسها الاحتلال، لكن ما هو غير مبشر وواعد هو ما يتعلق بمستوى جامعاتنا مقارنة مع باقي جامعات العالم، فجامعاتنا ليست بين أول مئة أو أول ألف جامعة من حيث المستوى، أما مناهج مدارسنا فلا يمكن مقارنتها مع مناهج مدارس الدول التي تنمو وتتطور ديمقراطياً واقتصادياً واجتماعياً، وهي مناهج تحتاج إلى تغيير جذري، ليس فقط من حيث المحتوى وإنما من حيث الرؤى التي تخدمها هذه المناهج.

• ما عاد اليمن سعيداً
صورة الصبية اليمنية التي تداولتها وسائل الإعلام عبرت بقسوة عن واقع الحال المعيشية للمواطنين باليمن؛ في ظل ظروف الحرب الظالمة الجارية هناك، بين فرقاء يعتبرون في الأساس إخوة، هذه الصورة التي تمثل مجاعة شعب بأبشع تعبيراتها تجعلنا نستذكر ما تعلمناه قبل سنوات عديدة عن اليمن السعيد وعن بلح اليمن الذي ينافس عنب الشام وكلاهما أصبحا الآن تحت الركام في بلاد حباها الله بالخير الوفير، فأبى بعض أبنائها وبعض أعداء الشعوب إلا أن يحولوا سعادة أهلها إلى كرب وألم ودماء.