الغش والخداع.. إرث بيبي الحقيقي

20160411084108
حجم الخط

بقلم: عوزي بنزيمان
عندما نتذكر تصريحات بنيامين نتنياهو على مدى أربعة اشهر حول اتحاد البث العام، يتم طرح سؤال من سيصدق الحسابات التي سيقدمها من اجل الاقناع بأن القضاء على الاتحاد واصلاح سلطة البث سيوفران الاموال على ميزانية الدولة.
هذا ما قاله نتنياهو: "قلنا إننا نريد رؤية قدرة كاملة للبث التلفزيوني الى جانب البث الاذاعي. والآن هذا لا يحدث... لا يبدو لي أنهم يلتزمون بالجدول الزمني، لذلك يجب علينا نقاش ما الذي يجب فعله حيال هذا الامر" (18 تموز)، "تم تأجيل صعود الاتحاد الى الشاشة من اجل تمكينه من الاستعداد بالشكل الصحيح" (24 تموز)، "نحن نهتم بادخال المنافسة الى وسائل الاعلام. فالمنافسة عكس السيطرة" (2 آب)، "ليحكم الشعب على ذلك في صناديق الاقتراع، وليسيطر الشعب على جهاز التحكم من بعيد" (4 آب)، "آسف على اقامة الاتحاد. الموضوع تملص مني خلال عملية الجرف الصامد... وماذا سيحدث اذا كان جميع الصحافيين في الاتحاد من منظمة "نحطم الصمت؟" (9 آب)، "سأقوم باجراء تصويت في الحكومة، الاسبوع القادم، على اقتراح قانون اغلاق الاتحاد" (30 تشرين الاول).
أمامنا شبكة العنكبوت التابعة لنتنياهو في خطوة رسمية، باركها قبل عامين، حيث تم اتخاذ قرار اقامة الاتحاد بالاجماع في الحكومة وصادقت عليه الكنيست. من التأييد العلني لقرار الحكومة وحتى إجراء حملة لالغائه.
من اجل استعادة خطوات وتصريحات عضو الكنيست دافيد بيتان (الليكود) الذي هو ذراع نتنياهو القصيرة في هذا الامر، حيث إنه بدأ باصدار اصوات في الاشهر الاربعة الاخيرة ضد اقامة الاتحاد، في البداية قدم ذلك على أنه مبادرته الشخصية التي تهدف الى توفير اموال الجمهور، ونفى أي تدخل لنتنياهو في ذلك. وأعلن مؤخرا عن السبب الحقيقي: اللون الايديولوجي اليساري للاتحاد الجديد. وفي هذه المناسبة، كشف بيتان القناع عن التعاون بينه وبين رئيس الحكومة في هذا الموضوع.
وفر الاثنان للجمهور فرصة لتعلم دورة مركزة في تحليل نوايا وسلوك رئيس الحكومة: الشخص الذي أيد طرد سلطة البث من الساحة الاعلامية، لم يقصد ذلك في البداية. وقد قال ليبرمان، هذا الاسبوع، إنه عند التوقيع على الاتفاق الائتلافي مع "الليكود"، أوضح له نتنياهو أنه "ستحدث تغييرات" فيما يتعلق بعمل اتحاد البث. وبدون هذه الشهادة ايضا، فان نتيجة خطوات رئيس الحكومة تشير الى بدايتها: هو لا يريد بثا جماهيريا مستقلا، بل يريد اتحاد بث خاضعا مثل "اسرائيل اليوم".
لم تُكشف هنا مواقف نتنياهو المشوهة تجاه وسائل الاعلام الحرة فقط، بل ايضا الصفات الشخصية له وطريقة ادارته للدولة. يستخدم نتنياهو الكذب كأمر قانوني في السوق السياسية من اجل التخلص من الاحراج وتحقيق أهدافه. إنه يعلن بكل وقاحة أن المواطنين العرب يتدفقون الى صناديق الاقتراع، وينفي أنه أوجد مقارنة بين الاهالي الثكلى وبين أهل اليئور ازاريا.
بعد تورطه في الكذب، يقوم بالاعتذار. وهو لا يفهم أن من يقول في آب إنه ليست له صلة بمبادرة عضو الكنيست بيتان في موضوع الغاء اتحاد البث، ويقدم في تشرين الثاني اقتراحا للحكومة من اجل تطبيق الفكرة يفقد ثقة المواطنين.
إن كل المخادعين والغشاشين يذهبون الى نتنياهو. هذا هو ارثه الحقيقي. لقد قام بتعويد المجتمع الاسرائيلي على الغش، وهو يربي أجيالا من السياسيين الشباب كي يسيروا في طريقه. ليس فقط أبناء عائلته ومن يعملون في مكتبه يتعلمون منه كيف يمكن تضليل الآخرين، بل دوائر أوسع في المجتمع، حتى المواطن العادي. عندما يخدع رئيس الحكومة ويقول الشيء ونقيضه، فان المواطن البسيط يقتنع بأن هذه هي الطريقة الصحيحة لادارة حياته.

عن "هآرتس"