أوباما يتبنى الرواية الفلسطينية.. ويتنكر للإسرائيلية!

اسرائيل
حجم الخط
من حين الى آخر تتسرب معلومات حول نشاطات إدارة اوباما ضد اسرائيل وحكومتها. في هذه المرة قام بذلك مراسل «هآرتس»، براك ربيد، الذي انقض، كمن وجد غنيمة كبيرة، على قائمة القادمين الى أبواب البيت الأبيض كدليل على أن السفير ديرمر لا تتم دعوته. يتضح من القائمة أنه في الوقت الذي يقصي فيه البيت الابيض ممثلين رسميين اسرائيليين فان مساعدي الرئيس يتشاورون بصورة دائمة مع الجناح الاكثر راديكالية في اليسار الاسرائيلي.
هكذا كتب ربيد: «في نهاية تشرين الاول زار البيت الابيض مدير عام مبادرة جنيف، غادي بلتيانسكي، ومدير عام رابطة أصدقاء الكرة الارضية، جدعون برينبرغ. الاثنان التقيا على انفراد مع مسؤول الملف الاسرائيلي- الفلسطيني في البيت الابيض، ماهر البيطار. في 2 كانون الاول زار البيت الابيض النشيط اليساري داني زايدمان، الخبير في موضوع القدس، والتقى مع مستشار اوباما بيل غوردون. بعد ذلك باسبوع التقى المحامي ميخال سفارد، من منظمة 'يوجد حكم' مع رئيس قسم الشرق الاوسط في البيت الابيض، ياعيل لمبرت».
لُقب داني زايدمان من قبل اولمرت (اثناء وجوده في «الليكود») بـ «عميل السلطة الفلسطينية»، ونشاطات رابطته يتم تمويلها من قبل حكومات في الاتحاد الاوروبي. ميخال سفارد عمل مع مؤسسة الحق الممولة من قبل حكومات اوروبية وتقود «حربا قانونية» ضد اسرائيل.
الاتفاق الذي طبخ مع إيران أثار مجددا التساؤل – ما الذي يحرك اوباما؟ ليست السامية، كما ينسبها البعض له، ولكن كما يبدو وجهة نظر متطرفة. الولايات المتحدة لم توافق في يوم من الأيام على سياسة الاستيطان الاسرائيلية في الضفة الغربية وغزة. على مر السنين فشلنا في عرض روايتنا حول الحق الوحيد للشعب اليهودي على ارضه بمطالبتنا بسيادة على وطننا ودحض كذبة «الاحتلال».
لكن سواء قبلت ادارة كلينتون أو ادارة بوش بحقيقة أن اسرائيل تسيطر سيطرة دائمة على شرقي القدس وعلى الكتل الاستيطانية، فإن الرئيس بوش رغم أنه قاد حلم «الدولة الفلسطينية» و»خريطة الطريق» وضع في يد دوف فايسغلاس، مدير مكتب رئيس الحكومة شارون، رسالة اعترف فيها بسيطرتنا هناك مع مناقشة ما هو «التكاثر الطبيعي» في المستوطنات.
ادارة اوباما في المقابل قبلت بصورة كاملة الرواية الفلسطينية. من ناحيته الطلب الفلسطيني بتجميد كامل للاستيطان يسري على كل «المناطق» خلف الخط الأخضر. 
للأسف في هذا الموضوع خضعت اسرائيل لضغط الادارة، وهي تبني بالقطارة حتى في شرقي القدس، دون الحديث عن داخل «المناطق». 
رأيه مشابه لرأي اليسار المناوئ للصهيونية في إسرائيل، لهذا فانه يحارب نتنياهو على كل بيت يبنى في غيلو ورموت.
ما يثير الانطباع هو أن رؤية اوباما لا تعترف بالحقوق القومية والتاريخية للشعب اليهودي. من وجهة نظره اسرائيل هي دولة مهاجرين، إنشاؤها هو ضريبة طلب من العالم دفعها بعد قتل الـ 6 ملايين في اوروبا، كما قال في خطابه في القاهرة في 2009. ولكن من المحظور أن تأتي هذه الدولة على حساب الشعب الفلسطيني. 
ازاء وجهة النظر هذه، على اسرائيل أن تعود الى خطاب الحقوق وأن تضع بديلا اخلاقيا وقيميا. 
العلاقة الوطيدة بين الولايات المتحدة واسرائيل لا تستند فقط الى الادارة ولكن الى الرأي العام وإلى مئات المُشرعين في تلة الكابيتول الذين ليسوا شركاء في ذلك الموقف الراديكالي الذي يهب من البيت الأبيض.

عن «إسرائيل اليوم»