اليمن.. التهجير القسري يطال 3582 أسرة في تعز

3
حجم الخط

كشف تقرير حقوقي يمني عن قيام ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح بتهجير 3582 أسرة في محافظة تعز منذ مارس 2015.

وأشار التقرير الذي أصدرته شبكة الراصدين المحليين بتعز إلى أن بوادر التهجير القسري الذي مارسته الميليشيات كان في منطقة الجحملية بمديرية صاله داخل مدينة تعز، حيث تم تهجير أكثر من 15 أسرة بعد اقتحام منازلها، وممارسة الكثير من السلوكيات والمضايقات بحق أفرادها.

وأوضح التقرير أن مديرية الوازعية الواقعة بالقرب من باب المندب، نالت النصيب الأكبر من عملية التهجير، حيث أرغمت الميليشيات سكان 28 قرية يقطنها مزارعون وعمال على الرحيل وترك منازلهم.

ولفت التقرير إلى أن التهجير طال أكثر من 3000 أسرة في الوازعية، وجد أفرادها أنفسهم في العراء، فيما اضطر بقية السكان إلى النزوح بعد حالة من الفزع والخوف من التهجير.

وسجلت المنظمات العاملة بمجال الإغاثة أن الكثير من المهجرين وصلوا إلى قرى في الشمايتين وهجدة، إضافة إلى مديريات لحج ومحافظة عدن، لكنهم تركوا للجوع والعطش باستثناء جهود متواضعة لفاعلي الخير وبعض المنظمات الدولية ولكن بطريقة عشوائية.

وتطرق التقرير إلى التهجير القسري في عزلة الأعبوس بمديرية حيفان حيث طال 142 أسرة، مشيرا إلى أن عملية التهجير تركزت في قرى البوادية وظبي وحارات ودومان.

وفي قرية الدبح الواقعة ضمن منطقة الربيعي التابعة لمديرية التعزية، جاءت حملة التهجير في الأول من نوفمبر الجاري باجتياح الميليشيات للقرية، وإعطاء السكان مهلة 24 ساعة للمغادرة، ما أدى إلى هجرة كبيرة وجماعية لقرابة 175 أسرة يفوق عدد أفرادها الـ 1100 شخص.

وذكر التقرير أن إجمالي عدد الأسر التي تم تهجيرها من قرية الصيار بمديرية الصلو بلغت 250 أسرة.

وتحدث الناشط الحقوقي عبدالحليم صبر لـ"العربية.نت" قائلا: "لا تزال عملية التهجير مستمرة في مديرية الصلو نتيجة تواصل أعمال العنف والجرائم التي تقوم بها الميليشيات هناك، وهو ما أدى إلى تضاعف حركة النزوح في قرى المديرية.

ونوه بأن هناك مناشدات من الأهالي في الصلو تطالب بتوفير وسائل نقل للسكان غير القادرين على توفير أجرة النقل.

وأضاف: "جريمة التهجير القسري للسكان في قرية الصيار ولدت مخاوف لدى الأهالي في القرى المجاورة، حيث إن الشعور بالاستهداف دفعهم للنزوح، وهناك معلومات أولية عن نزوح قرابة 500 أسرة من قرى مديرية الصلو أغلبها لا تعرف مكانا محددا تستقر فيه".

وعن أسباب تركز عمليات التهجير القسري التي تقوم بها الميليشيات في مديريات وقرى محافظة تعز تحديدا، تحدث المحلل السياسي محمد سلطان قائلا: "هناك رغبة مشتركة في الانتقام من أبناء محافظة تعز، فالحوثيون حين تمددوا في المحافظات لم يلقوا مقاومة سوى في تعز التي رفض أبناؤها السماح للميليشيات بالعبور إلى عدن والجنوب، وبالتالي تحولت تعز إلى ساحة مواجهات مشتعلة بين المقاومة والانقلابيين، أما بالنسبة للمخلوع علي عبدالله صالح فقد كانت تعز رأس الحربة في احتجاجات 2011 التي أطاحت بنظامه وأدت إلى خروجه من السلطة بعد 33 عاما من توليه رئاسة البلاد".