أقوال رئيس الائتلاف، دافيد بيتان، بأن قتل رابين لم يكن قتلا سياسيا، أثارت ردود فعل غاضبة ومستهزئة، ما وجد تعبيره أيضا في الوقفة الاحتفالية لإحياء ذكرى رابين، مساء السبت.
ولكن ما أهمية هذا الاستهزاء، حيث إنه طوال الوقفة – بدءاً من الافتتاحية للعريف آكي افني – اهتم كثير من المتحدثين بالتأكيد على أن الحديث لا يدور حول وقفة سياسية. وبهذا يتم تشويش الفرق بينهم وبين بيتان، فقد ركز معظم المتحدثين على الشعارات حول «الديمقراطية» و»الكراهية» و»العنف» وتم تجاهل الموضوع السياسي المركزي.
هنا يمكن سرد روايتين حول قتل اسحق رابين. واحدة تركز على التحريض والعنف وعدم تقبل الآخر والحاق الضرر بالديمقراطية. هذه الرواية صحيحة بالطبع، لكنها جزئية ومضللة. ولكن لم يتم التطرق للرواية الثانية الاساسية وهي أن رابين قتل لأنه حاول التوصل الى السلام مع الفلسطينيين، واعادة اراض، ويبدو أيضا إنهاء الاحتلال.
لكن كل هذه الامور لم تكن ضمن مواضيع الوقفة الاحتفالية. وقد قالوا هناك «كفى للعنف» و «كفى للتحريض» أما «كفى للاحتلال» فلم تُسمع. لقد جاءت كلمة احتلال فقط في اغنية افيف غيفن وفي خطاب زهافا غلئون، الامر الذي يثبت أنه ليس صدفة أن «المعسكر الصهيوني» لم يرغب منذ البداية في السماح لها بالقاء الخطاب.
الفلسطينيون ايضا غابوا عن الوقفة الاحتفالية. فباستثناء غلئون، تحدثت تسيبي لفني عن ضرورة الانفصال عنهم. وبدل كلمات «احتلال» و»فلسطينيين» سمعنا من معظم المتحدثين كلمات فارغة المضمون بمستوى العمل في حركة شبيبة، عن الأمل وعن الكراهية وعن أهمية التوحد فيما وراء السياسة.
لقد حدث في الايام الاخيرة جدال بين جدعون ليفي، الذي طلب الامتناع عن الوصول الى الوقفة الاحتفالية، وبين اميلي مواط،ي التي طرحت موقفاً معاكساً. يجب أن نقف معا، فهذا أفضل من البقاء في البيت، لذلك ذهبت الى الوقفة. ولكن حينما وقفت هناك فهمت أن المشكلة ليست في أن هذه الوقفة لا توصل الرسائل التي أريدها؛ بل الامر أسوأ كثيرا: رسائل الوقفة هي جزء من المشكلة، رسائل الحنين الى «ارض اسرائيل» الجميلة – التي فيها الجيش الاسرائيلي هو الجيش الاكثر اخلاقية في العالم (حسب اقوال لفني)، الى أن جاء بيبي وهدم كل شيء – ولأن ضحايا الوضع الحالي هم الجيش، وسائل الاعلام، منظمات حقوق الانسان وغيرها، حيث يتم وصف الجميع، دون تمييز، كجهات يحرض بيبي ضدها. وحسب الرواية التي رواها معظم المتحدثين في الوقفة فان هؤلاء هم ضحايا حكم بيبي وليس الفلسطينيين.
يجب الخروج ضد الهجمة على المجتمع المدني. ولكن لا يمكن تجاهل حقيقة أن هذه الهجمات لا تهدف الى السماح باستمرار سياسة الاحتلال والمستوطنات، سياسة، اذا لم تكن معارضتها على سلم الاولويات فهذا يعني أنه لا توجد معارضة حقيقية، ويبقى «اليسار – الوسط» بلاصلة، في مثل هذه الوقفة الاحتفالية.
اليونيسيف : بسبب الحروب... 2024 كان أحد أسوأ الأعوام للأطفال
28 ديسمبر 2024