خلافا لما دأبت إسرائيل على ادعائه في العامين الأخيرين وخصوصاً بعد هبة الأقصى، فإنها ليس فقط تعمل على تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف وتسهيل صلاة اليهود فيه تمهيداً لتقاسمه، وإنما صارت تعلن عن ذلك.
وقد شارك يوم الاثنين الماضي رئيس الكنيست يولي أدلشتاين من الليكود ووزير الداخلية جلعاد أردان ونائب وزير الدفاع في مؤتمر يدعو علناً إلى تغيير الوضع القائم في الحرم باعتباره «ظالما للشعب اليهودي».
وقد دعا المؤتمر الذي انعقد هذا الأسبوع، إلى تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي والسماح لأعضاء الكنيست بالدخول إليه. وعقد المؤتمر الذي نظمته جماعة «مؤتمر طلاب صهيون» في مقر الكنيست بمبادرة من أحد أبرز دعاة إعادة بناء الهيكل، عضو الكنيست من الليكود يهودا غليك. وخلال المؤتمر، تم الإعلان عن تشكيل لوبي جديد تحت اسم «لوبي جبل الهيكل» وهو الاسم الذي تطلقه إسرائيل على الحرم القدسي.
وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن عقد المؤتمر يعتبر استثنائياً لأن تصريحات الوزراء أنهت فترة طويلة من الصمت حيال الوضع القائم. وكانت حكومة نتنياهو قررت قبل عام، ومع انطلاق هبة القدس وبغية تهدئة الأجواء، منع الوزراء من الحديث عن هذا الموضوع حتى لا يعزز اتهام الفلسطينيين لإسرائيل بالسعي لتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي والسماح لليهود بالصلاة فيه.
وقد انعقد المؤتمر أيضا على خلفية تزايد الضغوط على نتنياهو لإلغاء الحظر المفروض على الوزراء وأعضاء الكنيست لدخول الحرم. ومعروف أن هذا الحظر جاء في أعقاب تعهد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمام العاهل الأردني عبد الله الثاني في محاولة لتهدئة الخواطر. وبعد الأعياد اليهودية التي مرت بهدوء نسبي تقريباً في الحرم القدسي وفي القدس عموما، عاد أعضاء كنيست لإثارة مطلبهم بزيارة الحرم.
وقال وزير الداخلية جلعاد أردان: «في نظري، حقنا في جبل الهيكل (الحرم القدسي) غير قابل للتشكيك. إنه المكان الأقدس للشعب اليهودي. والوضع القائم في جبل الهيكل حالياً يظلم الشعب اليهودي». أما وزير حماية البيئة والقدس زئيف ألكين، فأثنى على رجال حركات تنادي بإعادة بناء الهيكل وقال: «إنكم مرات كثيرة تؤدون الدور الذي لا تؤديه الحكومة».
أما وزير الزراعة أوري أرييل (من البيت اليهودي) فدعا رئيس الحكومة للسماح لأعضاء الكنيست والوزراء بالدخول إلى الحرم القدسي. وحسب كلامه، فإن جميع أذرع الأمن الإسرائيلية تؤيد هذا المطلب، ولكن «لأسفي، مستشارو رئيس الحكومة وهو نفسه يمنعون تحقيق ذلك من دون حق وخلافا للقانون». ودعا أرييل أيضا إلى فتح كل بوابات الحرم القدسي أمام اليهود معلنا «كفى للمهانة والعار».
أما نائب وزير الدفاع إيلي بن دهان (من حركة شاس) فطالب بنشر التعليمات التي كان صاغها في منصبه السابق، كنائب لوزير الأديان لترتيب صلاة اليهود في الحرم القدسي. وقال إن «الحرم القدسي هو مكان يحق لكل أبناء الديانات الذهاب إليه، ولكنه ممنوع فقط على أبناء الدين اليهودي الصلاة هناك. محظور علينا القبول بهذا العار. ينبغي أن ندعو الحكومة والكنيست للسماح لليهود بالصلاة هناك وجعل الأمر مسألة عادية ومسموحة».
وبحسب «هآرتس»، فإن الأشد تطرفاً بين المتحدثين في الندوة كان رفائيل موريس، مؤسس حركة «نعود إلى الحرم»، قال إنه «حين نقول إن جبل البيت هو لنا وفقط لنا وليس فيه مكان لأحد آخر، عندها سننتصر في عمونة، عندها سنحتل – ليس فقط جبل البيت بل وأيضا الأردن وسوريا – ونقيم دولة يهودية حقيقية على كل بلاد إسرائيل الكاملة».
وكانت «ندوة طلاب صهيون» عقدت للسنة العاشرة واستهدفت إحياء يوم حجيج الرمبام إلى جبل البيت في التاسع من حشفون. هذه هي المرة الأولى التي تعقد فيها في الكنيست. وفي ختام الندوة التي عقدت قبل سنتين أطلق مخرب فلسطيني النار على غليك.
وكان نشطاء الهيكل أحيوا أمس سنة ناجحة من ناحيتهم في عدد الحجاج إلى الحرم أكثر من 14 ألف يهودي حجوا إلى الحرم هذه السنة، مقابل 11 ألف في السنة الماضية. إضافة إلى ذلك، فقد منحوا أردان شهادة تقدير وأشاروا إلى تعيينه وزيراً للأمن الداخلي كنقطة انعطافة في موقف الشرطة من الحجاج اليهود إلى الحرم. وبزعمهم، فإن سلف أردان في المنصب، اسحق أهرنوفتش ضيق على خطاهم في الحرم. ويدعي النشطاء وأردان على حد سواء بأن الهدوء النسبي السائد اليوم في الحرم يعود إلى قرار الوزير الإبعاد عنه لجماعات المرابطين والمرابطات الذين عملوا ضد الحجاج اليهود إلى المكان. ومع ذلك، بالتوازي مع القرار أوقفت الشرطة تقييد عدد الحجاج المسلمين إلى الحرم، ويحتمل أن تكون هذه الخطوة ساهمت في الهدوء.
منظمة "جبل الهيكل في أيدينا" تدعو لإغلاق المسجد الأقصى
11 أكتوبر 2023