يشهد العالم يوم غدٍ الاثنين، ظاهرة فلكية تتمثل في ظهور القمر "البدر" أكبر من المعتاد بقليل، ويسمي البعض هذه الظاهرة بالقمر الفائق.
وقال مدير مركز الفلك الدولي محمد عودة، في بيان للمركز اليوم الأحد، إن هذه الظاهرة تحدث إذا تصادف حدوث البدر مع وقوع القمر في أقرب مسافة من الأرض في نفس الوقت.
ووأوضح أنه سيلاحظ مساء يوم الاثنين 14 نوفمبر أنه أكبر بقليل من المعتاد، وأنه في ذلك اليوم سيصبح القمر بدراً في الساعة 01:52 ظهراً بالتوقيت العالمي، وسيصل القمر إلى الحضيض (أقرب نقطة من الأرض) في الساعة 11:23 ظهراً بالتوقيت العالمي، وسيكون حينها على مسافة 356 ألف و512 كيلومترا. وهذه أقرب مسافة بين القمر والأرض منذ 26 يناير 1948، ولن يصل القمر إلى مثل هذه المسافة مرة أخرى إلا يوم 25 نوفمبر 2034.
وبيّن أن سبب هذه الظاهرة، يتمثل في مدار القمر حول الأرض ليس دائرياً تماماً، بل هو بيضاوي بعض الشيء، فأثناء دورانه حول الأرض يتغير بعده عن الأرض، فعندما يكون أقرب ما يمكن إلى الأرض نقول إن القمر في الحضيض، وعندها يكون حجمه الظاهري أكبر من المعدل بقليل، وعندما يكون أبعد ما يمكن عن الأرض نقول إن القمر في الأوج.
وأضاف، أنه يبلغ معدل بعد القمر عن الأرض 384 ألف كيلومتر، علما بأن أقرب مسافة بين الأرض والقمر تبلغ 356 ألف كيلومتر، في حين أن أكبر مسافة بينهما تبلغ 407 آلاف كيلومتر.
وتابع، "وحيث إن القمر يدور حول الأرض مرة كل شهر، فهذا يعني أن القمر يصل إلى الحضيض وإلى الأوج مرة كل شهر، إلا أن المسافة بين الأرض والقمر وقت الحضيض تتغير من شهر لآخر، وإذا ما صدف أن كان القمر في أقرب مسافة من الأرض عندما يكون بدرا فعندها يطلق على هذه الظاهرة مصطلح القمر الفائق".
كما أكد على أن هذا المصطلح ليس له أصل فلكي، بل هو مصطلح أطلقه المنجمون حديثا، وأصبح متداولا بين الناس وبات يستخدمه الفلكيون أيضاً.
ولفت عودة إلى أنه على الرغم من أن البعض يدعي أن ظاهرة القمر الفائق تتسبب ببعض الكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات، إلا أن هذه العلاقة لم تثبت علميا. ومن ناحية أخرى وحيث إن القمر سيكون أقرب إلى الأرض من المعتاد، فإن ظاهرتي المد والجزر في هذه الفترة تكون أكبر ما يمكن، حيث إن القمر هو المسبب الرئيس للمد والجزر.
وأردف، "على من يرغب مشاهدة هذا الحدث النظر نحو جهة الشرق بعد غروب الشمس، فعندها سيلاحظ القمر وهو يشرق وبتدقيق النظر سيلاحظ الناظر أنه أكبر من المعتاد بقليل، فهو أكبر بـ14% من القمر البدر وقت الأوج، وألمع منه بـ30%، في حين أنه ألمع بنسبة 16% من معدل لمعان القمر البدر".
ويذكر أن حجم القمر أو الشمس وقت الشروق والغروب يبدو دائماً أكبر مما هو عليه عندما يقع القمر أو الشمس عالياً في السماء، وهذا الشعور ليس حقيقياً بل هو مجرد خداع نظر، فعلى الراصد يوم الإثنين التنبه لذلك وعدم الخلط بين الظاهرتين.
