حان الوقت للتحقيق في التحريض على اغتيال رابين

20161411084843
حجم الخط

في جملة هي الأكثر اعتيادا: اليوم هو يوم الذكرى    الـ 21 لاغتيال رئيس الوزراء ووزير الدفاع اسحق رابين. مرة اخرى سيكون هذا لقاء دورياً لعدد من المشاركين لا بد أن يتقلص باستمرار بحكم قوانين الطبيعة. هذا نوع من اللقاء لرجالات دولة ملزمين بحكم مناصبهم أن يأتوا الى الاحتفال، لافراد العائلة، والاصدقاء.
مرة أخرى نلتقي في احتفال الذكرى في جبل هرتسل في القدس. مرة اخرى نلتقي في قاعة الكنيست العامة. مرة اخرى تعقد مهرجانات ذكرى في اماكن مختلفة في البلاد، ومرة اخرى سيتذكر الناس اسحق رابين. في يوم الاغتيال كان في دولة اسرائيل أكثر من نصف سكانها اليوم بقليل، والذكرى آخذة في التشوش.
في دولة اسرائيل تبوأ رئاسة الوزراء 14 شخصا (بعضهم عدة مرات)، ولكن 3 – 4 منهم فقط سيذكرون على مدى الاجيال: دافيد بن غوريون، الذي اقام الدولة، ليفي اشكول، الذي في زمن ولايته اندلعت حرب «الايام الستة»، مناحيم بيغن، الذي في زمنه وقع اتفاق السلام مع مصر، واسحق رابين الذي كان رئيس أركان حرب «الايام الستة»، وزير دفاع ورئيس وزراء.
رؤساء الوزراء هؤلاء سيدخلون كتب تاريخ الدولة كمن كانوا قباطنة سفينة نجحت في تحويل اتجاه الابحار وتحديد علامات فارقة في طريق اسرائيل. يحتمل جدا أن يكون كل رؤساء الوزراء الآخرين صالحين ورائعين، ولكن هؤلاء الاربعة عرفوا كيف يغيرون اتجاه التاريخ. احدهم كان رابين، الذي نأتي اليوم لاحياء ذكراه.
لقد كان رابين رئيس الوزراء الاول، وينبغي الامل بان يكون الاخير، الذي قتل اثناء أداء مهام منصبه. وحملة التحريض التي شنت ضده في الايام التي سبقت الاغتيال لم تخضع بعد للتحقيق المناسب. في «بوست» نشره رئيس الوزراء، أول من أمس، ادعى بان الاتهام بأنه وقف على رأس حملة التحريض التي أدت الى الاغتيال ليس صحيحا. طالما لم تخضع للتحقيق حملة التحريض الفظيعة هذه، والتي ولدت الانسان الذي سفك دم رابين، لن يكون ممكنا ابدا الرد بشكل مرتب ودقيق على حملة التحريض التي قادها حاخامون ويمينيون.
الكثيرون من بيننا يعرفون بالضبط من حرض على القتل، من أدار الحملة التي سبقت ذاك السبت اللعين، ومَن مِن الناس اعدوا مسبقا يافطات في كل مدينة على كل عملية ارهابية كانت أم ستكون. قسم كبير من هؤلاء الاشخاص يواصلون اليوم ايضا مظاهر الكراهية والتحريض، ولا حكم ولا حاكم في اسرائيل يوقف هذا التدهور نحو الهاوية.
بعض من أداروا حملة الاغتيال قبل 21 سنة تلقوا وظائف في وزارات حكومية، وبحكمة كبيرة اتخذها المسؤولون عنه حين أولوه وظائف صغيرة كي لا يبرز من بين الجمهور.
حان الوقت لنفتح مرة اخرى سجل الحساب ونروي ونحقق في من وقف خلف الاغتيال، حتى لو لم يكن يعتقد بأن الامور ستصل الى اباحة دم انسان هو رئيس وزراء. لعله حان الوقت لحسم هذا المطلب. القاتل المجرم يجلس في السجن، وفقط العائلة الصغيرة تلتقي في كل سنة على الجبل وفي الكنيست لتتذكر، وعلى ما يبدو لن تنسى أبدا.