ضربت الأندية السعودية ، بقوة مع بداية بطولة دوري أبطال آسيا بمسماها الحالي ، عندما توج فريق اتحاد جدة ، بلقبي البطولة عامي 2004 و2005 ، بعد أن كان العين الإماراتي قد حقق لقب النسخة الأولى عام 2003 ، عندما قرر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم دمج بطولة الأندية أبطال الدوري وكأس السوبر في بطولة جديدة ، تحت مسمى دوري أبطال آسيا .
واستبشر السعوديون بسيطرة كروية على القارة الصفراء ، لتكون امتداد لما فعله الهلال في البطولة بمسماها القديم ( بطولة الأندية الآسيوية ) حيث احتفظ الفريق الأزرق بلقب أكثر الفرق تتويجا بلقبها عندما أحرزه عامي 1992 و 2000 ، فضلاً عن احتلاله مركز الوصيف عامي 1987 و1988 ، وفي نسخة 2014 بالمسمى الجديد .
كما شهدت البطولة صولات لفرق سعودية أخرى مثل الأهلي الذي اكتفى بالوصافة 1986 ، و2012 ، و حل النصر هو الآخر وصيفاً عام 1996 ، وفعلها الشباب أيضا 1993.
وكان الظهور السعودي على الصعيد القاري من بوابة الأندية ، مؤشرا حقيقيا على نهضة كروية، يغذيها رافد من النجوم الذين ظلوا علامة بارزة على الصعيدين القاري والمحلي، يأتي على رأسهم أسطورة النصر ماجد عبد الله، وأسطورة الهلال سامي الجابر، وغيرهما من النجوم الذين سطعوا بقوة في سماء الكرة السعودية.
وظل مؤشر بطولة الأندية الآسيوية، يعطي نتائج واقعية لتطور الكرة السعودية، إذ نجد أن خلال هذه الحقبة ، كان المنتخب السعودي يعلن عن نفسه كقوة كروية إقليمية تستحق الاحترام، عندما توج باللقب القاري ثلاث مرات أعوام 1984 ، 1988 ، 1996 ، ولم يقتصر الأمر عند المستوى القاري، فاختار المنتخب السعودي، الملقب بالأخضر الساحة العالمية ، ليعلن أنه فريق قادر على صنع مجد كروي ، جدير بجذب الاهتمام إليه بقوة ، فتأهل لأول مرة في تاريخه إلى كأس العالم عام 1994، واستطاع أن يلفت الأنظار إليه بعروضه الرائعة .
وظل الأخضر وفيا لمواعيده مع كأس العالم لكرة القدم ، و حافظ منذ مونديال 94، على التأهل لهذه التظاهرة الكروية العالمية على مدار أربع نسخ متتالية من البطولة أعوام 1998 ، 2002 ، 2006.
منذ تتويج اتحاد جدة بكأس دوري أبطال آسيا للمرة الثانية على التوالي عام 2005 ، بدأ فيروس التراجع يضرب الكرة السعودية، وباستثناء وصول الأهلي للمباراة النهائية واحتلال مركز الوصيف عام 2012 ، وهو الشيء نفسه الذي فعله الهلال عام 2014 ، ظلت مشاركة الأندية السعودية خجولة ومتواضعة.
ورغم أن حصة الأندية السعودية من مقاعد البطولة، تعد الأعلى مثل الدول الآسيوية الكبيرة كرويا ، كانت النسخ الأخيرة من البطولة شاهدة على الأندية السعودية وهي تودع المنافسة بخفي حنين الواحد تلو الآخر.
ولم يكن هذا في الواقع مفاجئا للمتابع للشأن الكروي السعودي، فأصبح المنتخب السعودي يبحث عن المنافسة بشرف في البطولات القارية، بعد ان مرشحاً قوياً للقب، في الوقت الذي أصبح تأهله إلى المونديال درباً من الدروب المستحيل، ورغم أن الأخضر السعودي يبلي بلاءاً حسنا، حتى قبل مباراة اليابان في ختام الدور الأول من التصفيات للمونديال ، إلا أن استمرار ابتعاد الفرق السعودية عن المباريات النهائية لدوري أبطال آسيا، هو تشخيص دقيق لواقع الكرة السعودية، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنها لم تسترد كامل عافيتها بعد.