تواصل إسرائيل العمل بهدوء على التحول إلى دولة غواصات بحرية عظمى، حيث يتحول سلاح البحرية الإسرائيلية إلى ذراع إستراتيجية بعيدة المدى.
وتسلم سلاح البحرية، قبل عدة أيام، الغواصة الرابعة، التي أطلق عليها "سفينة سلاح البحرية تنين" وتختصر بـ"أحي تنين"، ومن المتوقع أن تتسلم إسرائيل الغواصة الخامسة بعد نحو ستة شهور.
ووصفت "دير شبيغل" عملية تسلح إسرائيل بالغواصات بأنها "مخزن نووي متحرك وخفي، ويخدم إسرائيل في حال تعرضها لهجوم نووي من جانب إيران يحول دون رد نووي بري"، أي ما يمكن وصفه بأنه "الضربة الثانية".
كما جاء أن الغواصة السادسة، التي لم يتم اختيار اسم لها بعد، سوف تتسلمها إسرائيل في العام 2019، وتقدر تكلفتها بنحو 500 مليون دولار، ما يعتبر أغلى قطعة حربية.
وأفاد تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الصادرة صباح اليوم الأربعاء، أن الغواصة الخامسة "أحي تنين" الرابضة في القاعدة الجديدة "بولينوم" في ميناء حيفا تتحول إلى عملانية في انتظار غواصتين جديدتين من طراز "دولفين AIP"، وهو نموذج متطور عن الغواصات الموجودة اليوم بحوزة الجيش.
وأشار التقرير إلى أن سلاح البحرية يتحدث بمصطلحات قفزة نوعية، توفر له قدرات تعتبر الأكثر تطورا في العالم من جهة الكشف عن اتصالات والقتال والقدرة على المكوث تحت الماء بفضل أنظمة غير مرتبطة بالجو الخارجي، ولذلك فهي غير مضطرة للإبحار على مستويات مرتفعة قد تكشفها. كما توفر زيادة القوة البحرية القدرة لسلاح البحرية على العمل على عدة جبهات في نفس الوقت، ويجعل منه ذا ثقل حاسم في أمن الدولة وفي قوة الردع من جهة القدرات على العمل على مسافات أبعد، وبأعماق أكبر، وبهدوء ولمدة زمنية طويلة.
ونقل عن قائد سلاح البحرية، الجنرال رام روتبيرغ، قوله إن "الغواصات الجديدة قادرة على الغوص لأعماق أكبر ولمسافات أبعد ولمدة زمنية أطول، وتعمل في الوقت نفسه بشدة لم نعهدها من قبل". كما صرح ضابط في البحرية إن "الغواصات سوف تغير قواعد اللعبة".
وكتب يوسي يهوشوع في الصحيفة أنه على خلفية التطورات الأخيرة، والإشارة هنا إلى الاتفاق الذي تتم بلورته مع إيران والذي يقلص القدرة على شن هجمات جوية مع اتفاق إيران مع روسيا على التزود بأنظمة دفاعية، فإن أهمية قوة الذراع البحرية تتعزز باعتبارها ذراعا إستراتيجية قوية قادرة على العمل في عدة جبهات، وقادرة على تطبيق القدرة النووية التي يدعى أن إسرائيل تمتلكها، في حال تعرضت لهجوم.
وتنسب للغواصات الجديدة قدرات متطورة، بواسطة الصواريخ التي تنتجها شركة "رفائيل"، وجرت ملاءمتها للغواصات في مراحل التخطيط في ألمانيا بناء على طلب إسرائيل.
كما نقل عن روتبيرغ قوله إن "الغواصة -أحي تنين- لا تضاعف القوة فحسب، وإنما هي تعبير واضح عن نوايا إسرائيل في البقاء، والحفاظ على قوة ردعها في البحر ومن البحر، وتطويرها".
كما لفت التقرير إلى أنه تجري مناقشات معمقة في وزارة الأمن بشأن التوازن المطلوب في تخصيص القدرات والموارد بين طائرات سلاح الجو التي تهاجم إيران وبين قدرات ذراع البحرية.