لا تزال إيران مصرّة على اللعب بجميع الأوراق المتاحة لها في "الحرب بالوكالة" التي تخوضها من خلال عملائها في الشرق الأوسط دون أن تُطلق رصاصة واحدة.
فرغم الاختلاف العقائدي والسياسي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والفصائل السُنية في المنطقة، إلا أن القيادة الإيرانية نجحت خلال الشهور الأخيرة في إعادة العلاقات مع الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية، حماس، كتائب عز الدين القسام في غزة.
وكانت العلاقات بين الطرفين قد توترت بشدة نتيجة تأييد طهران لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن المياه يبدو أنها عادت إلى مجاريها مؤخراً.
فقد كشف الكاتب البريطاني "كون كولين" النقاب عن قيام إيران بنقل عشرات الملايين من الدولارات إلى كتائب القسام في غزة، حيث تحاول طهران استعادة نفوذها المفقود في القطاع الذي تسيطر عليه حماس.
وقال الكاتب إن إيران الشيعية، التي دخلت في صراع مرير ضد المسلمين السنة في العالم العربي، تحاول تنشيط علاقاتها من جديد مع حليف سُني.
ونقل كولين عن مسئول استخباراتي غربي بارز قوله إن الحرس الثوري الإيراني نقل عشرات الملايين من الدولارات إلى كتائب عز الدين القسام خلال الشهور القليلة الماضية.
وأكد أن التقارير الاستخباراتية تُظهر أن تلك الأموال تم نقلها بأوامر مباشرة من قاسم سليماني، قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، الذي خصص ميزانية سنوية لتمويل حماس.
وأشار كولين، المحرر العسكري لصحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية، ومؤلف كتاب شبح الخوميني، إلى أن إيران تحاول استغلال الشقاق الذي وقع مؤخراً بين القيادة السياسية والعسكرية لحماس، حيث بدا واضحاً وجود خلافات عميقة بين الطرفين، خاصة بين خالد مشعل زعيم الحركة وقادة القسام.
وعلّق الكاتب بقوله "عودة العلاقات الإيرانية مع حماس ستؤدي إلى تفاقم التوترات بين طهران والدول السنية في الخليج الفارسي مثل قطر، التي تريد الحفاظ على علاقاتها الخاصة مع قيادات حماس، وهو ما يمكن أن يصيب العلاقات بين الدوحة وطهران بقدر كبير من التوتر، في ظل تأييد قطر للحملة الجوية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن".