إدارة ترامب: مؤيدون لإسرائيل وليسوا لاساميين

911ac21c45506f451e72d2192fe46a15
حجم الخط

يمكن أن يكون لفوز ترامب تأثير دراماتيكي على اسرائيل. يدور الحديث هنا عن وضع غير مسبوق تقريبا، حيث ستحظى اسرائيل بتأييد الرئيس الجديد والكونغرس أيضا. حب ترامب لاسرائيل كبير، ومرشحه لمنصب نائب الرئيس هو مسيحي صهيوني. فهو يعتبر اسرائيل الحليفة الكبرى للولايات المتحدة، وقد قال إنه لا يعارض البناء في الكتل الاستيطانية وفي القدس.
 طلب ترامب من الفلسطينيين الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية، وهو يعارض أي اتفاق مفروض على الاطراف. والأهم أنه يعارض انتقادات الرئيس اوباما لإسرائيل بسبب عدم التقدم في المسيرة السياسية والمقارنة التي يجريها الرئيس اوباما بين اسرائيل والفلسطينيين. أعلن ترامب عن تأييده لحل الدولتين لشعبين. وخلافا لاوباما، يقول إن اتفاقا كهذا يجب أن يشمل حدودا ناجعة وضمانات أمنية لإسرائيل.
 وبسبب ذلك فان تصريحات رجال اليمين، ولا سيما نفتالي بينيت، حول ضم «مناطق» هي تصريحات غير مسؤولة وغير مفيدة. من الافضل العمل بدبلوماسية وسرية مع ترامب الذي وجه دعوة لبنيامين نتنياهو للالتقاء معه.
 رد كثيرون في الجالية اليهودية في أميركا بهستيريا على انتخاب ترامب. وبعض قادة هذه الجالية استخدموا مسائل يهودية كأداة سياسية. مثلا جونثان غرينبلات، الذي يترأس محاربة التشهير ضد اليهود، والذي انتقد ترامب على رفضه شجب أعضاء في «كاف كلوكاس كلان» بسبب تأييدهم له. وفعليا، بفضل الهستيريا التي قادتها جمعية مناهضة التشهير، فاز لاساميون مثل ديفيد ديوك بالحصول على التغطية الاعلامية.
 إن من ينتقدون ترامب بشكل متشدد لا يعتقدون أن له علاقة يمكن مقارنتها بعلاقة اوباما مع الداعية جارمي اريت. ورغم ذلك، ما زالوا يستمرون في التشهير. أخذت الجمعية ضد التشهير هذا الانتقاد الى مستويات غير مسبوقة عندما اشتكت من استخدام ترامب للنجمة التي تشبه نجمة داود، وكذلك اقواله السلبية ضد جورج سوروس وبنكيين دوليين يقومون بدعم البرنامج اليومي اللاسامي. ايضا وبدون أدلة اتهمت الجمعية المستشار الاستراتيجي لترامب، ستيف بانون، باللاسامية وتأييد الطبقات التي تتحدث عن تفوق العرق الابيض.
 المفارقة هي أنه في الوقت الذي ستدخل فيه الادارة الاكثر تأييدا لاسرائيل في التاريخ الى البيت الابيض، فان أجزاء واسعة من الجالية الأميركية اليهودية تعتبرها إدارة لاسامية. وبالغت بعض الجاليات وأقامت الصلوات، بل قارن أحد الحاخامات بين انتصار ترامب وبين صعود النازية. ولحسن الحظ أن بعض المنظمات اليهودية الأساسية مثل لجنة الرؤساء و»ايباك» واللجنة اليهودية- الأميركية، رفضت الانجرار الى هذه الحملة الحزبية المخطط لها.
 المزيد والمزيد من اليهود لا يضعون اسرائيل ضمن أولوياتهم. وقد استبدلوا ولاءهم الديني بالموقف الليبرالي الذي ليس له جوهر يهودي. ويتوقع أن يبتعدوا أكثر عن اسرائيل، في الوقت الذي يحاولون فيه الاندماج في اوساط اصدقائهم الليبراليين. ولحسن حظنا، مقابل هؤلاء الاشخاص هناك تأييد متزايد من قبل اليهود والمسيحيين للدولة اليهودية، الامر الذي يعوض خسارة تأييد اليسار اليهودي.