بشكل رمزي، في الوقت الذي هاجم فيه جنرالات سابقون نية الجيش الاسرائيلي فحص إمكانية خدمة النساء في المدرعات، تحطم، أول من أمس، رقم قياسي جديد في دمج النساء في وظائف رفيعة المستوى مع البيان عن استكمال احصاء ست عميدات و 23 عقيدة. ثمة تعقيدات كثيرة في خدمة النساء في الجيش الاسرائيلي، بما في ذلك على المستوى النفسي وعلى المستوى الاجتماعي والتفاعلي مع الجنود المتدينين. ولكن سلسلة التصريحات الاخيرة تنتمي الى واقع مختلف، عالم «الدلوعة» لعيزر وايزمان، الذي هكذا وصف اليس ميلر، التي شقت الطريق لخدمة النساء في الطيران.
الثورة الحقيقية في هذا العقد هي دمج النساء في المنظومة القتالية والقفز من 500 مقاتلة في العام 2010 الى اكثر من الفي مقاتلة، والميل مستمر: هذه السنة فتحت كتيبة مختلطة رابعة للبنين والبنات. وهي ترابط على الخطوط على حدود مصر، العربا، وغور الاردن، وقريبا سيتقرر أين سترابط الكتيبة الرابعة. لكل الكتائب كانت ولا تزال مخاضات ولادة غير بسيطة لمشاكل البنية التحتية عبر مشاكل القيادة وحتى المسألة التي تحظى باللقب المغسول في الجيش الاسرائيلي «الدمج المناسب»، بمعنى العلاقات المسموحة بين البنين والبنات. ورغم التصريحات الرسمية، فقد استغرق القادة زمنا الى أن أعربوا عن الثقة بتلك الكتائب، ويمكن اليوم ان يقال ان الوضع تحسن بلا قياس. وقد نشبت العاصفة الدورية مع النقاش الذي جرى في لجنة الخارجية والامن في الكنيست، والتي صرح فيها رئيس دائرة التخطيط في شعبة القوى البشرية، العميد عيران شني، عن نية دمج النساء في سلاح المدرعات. فالعميد شني، وكذا قائده رئيس شعبة القوى البشرية، لم يوضحا ما هو معروف الان – بان المقصود من الفحص الذي سيجري هو دمج البنات في اطار الامن الجاري في الكتائب ذاتها وليس في المستوى المهاجم وفي الطوارئ.
وبالنسبة للمسألة الثانية أيضا، والتي هي حرجة بقدر لا يقل وتثير النقد من جانب الحاخامين – دمج البنين والبنات في ذات الدبابة – يوجد حل مخطط. فقد أوضح مسؤول كبير في شعبة القوى البشرية أمس بان النية هي لخلق دبابة للنساء فقط وليس دبابة مختلطة وبالتالي الحفاظ على قواعد الدمج المناسب في الجيش الاسرائيلي، والذي هو على أي حال مسألة حساسة للجيش. فكلما كان هناك نساء أكثر في وظائف اساسية وكلما كانت هناك مقاتلات وقائدات وكلما كان هناك جنود وقادة متدينون في وظائف عليا فان المسألة تحتدم أكثر فاكثر. ففي سلاح البحرية مثلا لا توجد بنات مقاتلات في الغواصات ولا في سفن الصواريخ، ولكن في أثناء تأهيل دورة خبراء متفجرات تقرر أن يكون في دورة واحدة بعض البنات، ويقرر البنون المتدينون أن يختاروا اذا كانوا سيشاركون فيها فيما يكون لهم خيار في دورة غير مختلطة.
الجيش الاسرائيلي، ولا سيما الذراع البرية، بحاجة الى النساء المقاتلات من أجل جسر الفجوات التي نشأت بسبب تقصير مدة الخدمة، تحرير مئة الف من رجال الاحتياط، وتقليص منظومة الخدمة الدائمة الى 40 الف شخص. والمصلحة الواضحة للجيش هي دمجهن كمقاتلات وفي المنظومة التكنولوجية. يوجد هنا ارتفاع في عدد البنات، ولكنه لا يزال منخفضا جدا.
ان تصريحات الحاخام العسكري الرئيس السابق، العميد اسرائيل فايس، بأنه إذا خدم رجال ونساء معا في دبابة فبعد تسعة اشهر سيولد «دبابي» صغير، أو قول كهلاني في أن «وظيفة المرأة هي أن تكون أما وتنجب الاطفال» ليست في مكانها ولكنها تفيد بالفجوات في الفكر ومحظور تجاهل وجودها حتى بعد شجبها، إذ إن في الجيش أيضا ضباطا اقل ايمانا بالنساء، ولكنهم لا يمكنهم أن يتحدثوا بحرية مثل الضباط المسرحين. هم ليسوا وحيدين.