اتساع الحرائق في إسرائيل يجبر الحكومة لطلب مساعدة دول أجنبية

حرائق
حجم الخط

لليوم الثالث على التوالي، لا تزال الحرائق تلتهم المزيد من الأحراش، وتقترب من التجمعات السكانية في المستوطنات والبلدات داخل أراضي الـ48 المحتلة، والقدس المحتلة، وسط عملية إرباك غير مسبوقة تسود المنطقة، والإعلان عن حالة الاستعداد القصوى ومشاركة عشرات الطائرات وطواقم الإطفاء في إخماد هذه الحرائق.

حيث اضطرت حكومة الاحتلال لطلب المساعدة من عدة دول أجنبية لاحتواء الحريق، بجانب الطائرات وطواقم الإطفاء الإسرائيلية وطواقم من الجيش، والدفاع المدني، فقد تقدمت بطلب المساعدة من كل من تركيا واليونان وقبرص وإيطاليا وروسيا وكرواتيا.

وفي جانب آخر، ذهبت وسائل إعلام الاحتلال للتفتيش عن أسباب هذه الحرائق، واتهمت- كعادتها- عرباً بالوقوف وراءها وافتعالها "على خلفيات قومية"، وأكدت أنها متعمدة ومقصودة، وتساءلت ما إذا كان لهذه الحرائق علاقة بمشروع قانون منع رفع الأذان في مساجد القدس وأراضي الـ48م، تزامناً مع تساؤلات حول أسباب اندلاع هذه الحرائق في بلدات ومستوطنات يهودية دون سواها من بلدات عربية؛ وهو ما يؤكد استنتاجاتهم بوقوف نشطاء فلسطينيين وراء هذه الحرائق، كل هذا في الوقت الذي أكدت فيه مخابرات الاحتلال اعتقال أربعة عمال من قرية قطنة شمال غرب القدس المحتلة بتهمة الاشتباه بالتسبب بإشعال النيران في أحراشٍ قريبة.

الحرائق الكبيرة التي شبّت في مناطق مختلفة من المدن في القدس والداخل، طالت أيضا مستوطنات بمحافظات الضفة الغربية.

وبحسب وسائل الاعلام العبرية، فإن الحرائق ما زالت تشب في العديد من المناطق منها: القدس، والجليل ومستوطنات قرب رام الله منها الكتلة الاستيطانية الضخمة "موديعين". لافتة إلى أن السيطرة على بعض الحرائق محدودة جدا.

وتوقعت وسائل الاعلام حدوث مزيد من الحرائق بسبب شدة الرياح ووجود شبهات حول إمكانية حدوثها بشكل متعمد من قبل أشخاص.

وقالت مصادر عبرية متعددة إن عشرات الإسرائيليين أصيبوا بالاختناق، كما أن عشرات المنازل تعرضت للاحتراق الشديد ولحقت أضرارا جسيمة فيها وفي المحال التجارية والغابات، في حين تم إخلاء المئات من المنازل في عدة مناطق.

وقرر وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي جلعاد أردان والمفتش العام للشرطة روني الْشيخ، نشر قوات من الشرطة و"حرس الحدود" في بعض المناطق المفتوحة، وذلك بعد أن أشارت التحقيقات إلى أن بعض الحرائق التي شبت خلال اليومين الأخيرين كانت مفتعلة.

ومددت سلطة الإطفاء مفعول الأمر الذي يحظر إشعال النيران في المناطق المفتوحة خوفا من مزيد من الحرائق.

الحرائق مستعرة وسط رياحٍ شديدة لم تهدأ حدتها، وسماء المنطقة بات ملبداً بغيوم هذه الحرائق، فهل تتمكن فرق الإطفاء الاسرائيلية والأجنبية "متعددة الجنسيات" من احتوائها وإخمادها، ومن ثم التعرّف على أسباب هذه الحرائق وحجم الخسائر المادية، وتواضع امكانيات اسرائيل في التعامل مع حرائق في مثل هذا المستوى.