رغم امتلاك دولة الاحتلال الإسرائيلي وسائل تكنولوجيا متطورة تعتمد عليها في مراقبة ورصد المقاومة الفلسطينية وأنشطتها، إلا أنها لن تستطيع الاستغناء عن العنصر البشري على الأرض، فهو من يؤكد المعلومة أو ينفيها، بالإضافة إلى أن وسائل التكنولوجيا لن تستطع رصد كل شيء. ومن هنا كان لابد للاحتلال الإسرائيلي من إسقاط العملاء والمحافظة على أن لا يتم كشفهم قدر الإمكان، وللحفاظ على العملاء تعمل المخابرات الإسرائيلية على تذليل العقبات التي ستواجه العميل من خلال طرق لا أخلاقية وذلك كي يستطع التحرك والعمل بكل أريحية. وفي هذا التقرير سنتطرق لتعامل المخابرات الإسرائيلية مع بعض العملاء، وكيف حاولت تذليل العقبات من أمامهم، من خلال استخدام أساليبها القذرة. أولاً: العميل (م . ت) بعد أن أسقط جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشباك" العميل (م . ت) في وحل العمالة، والذي كان يعمل في ورشة لتصليح السيارات برفقة ابنه الأكبر (ن . م .ت)، كان لا بد من إسقاط ابنه وذلك للأسباب التالية: التغطية على والده في حال رأي أجهزة تنصت داخل الكراج، حيث كلف العميل (م . ت) بزرع أجهزة تنصت ببعض السيارات، وفي حال انشغال الوالد في العمل، يتم تكليف الابن بالمهمات الاستخبارية، ومراقبة عناصر المقاومة. أن الأب والابن يعملان طوال النهار في نفس الكراج، فتواصل الأب مع المخابرات ربما قد يكشف أمره أمام ابنه. ولهذه الأسباب طلب جهاز "الشاباك" الإسرائيلي رقم جوال الابن من الأب، وبعلم الأب (م . ت) تم إسقاط (ن . م . ت) في وحل العمالة. ثانياً: العميل (ر . ك) فبعد أن أسقط "الشباك" العميل (ر . ك) في وحل العمالة، احتاج الأمر لإسقاط زوجته، وبالفعل تم إسقاط زوجته واستمرا في ذلك نحو سنتين، حيث كان يمارس مهامه أمامها، ويخفي أدواته المستخدمة في التجسس والتعقب في المنزل بعلمها، ويتواصل مع المخابرات الإسرائيلية وهي بجواره. وبعدها تزوج العميل (ر . ك) زوجة أخيه المتوفي وكان لابد للمخابرات الإسرائيلية من إسقاط الزوجة الثانية، ولكنها رفضت ذلك رفضاً قاطعاً، وتقدمت بالشكوى لدى أجهزة أمن المقاومة حول اتصال المخابرات بها، وبدورها استطاعت أجهزة الأمن ربط الخيوط وكشف العميل (ر . ك) وزوجته. ثالثاً: العميلان (م . م) و (أ . م) وهما أخوان يعملان في التجارة ونقل البضائع من الجانب الإسرائيلي إلى قطاع غزة، حيث أسقطت المخابرات الإسرائيلية العميل الأول، وبعد الصعوبة التي وجدها في مقابلة ضابط المخابرات الإسرائيلي أثناء نقل البضائع مع أخيه، تم إسقاط الثاني.