قطر: سندعم المعارضة السورية حتى إذا غيرت أمريكا من سياساتها

قطر سندعم المعارضة السورية حتى إذا غيرت أمريكا من سياساتها
حجم الخط

قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد آل ثاني إن بلاده اليوم الأحد، إن حكومته  ستواصل تسليح المعارضة السورية حتى إذا أنهى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الدعم الأمريكي، وذلك فيما يشير إلى تصميم الدوحة على مواصلة سياسة قد يتخلى عنها ترامب.

لكن الشيخ محمد قال، في مقابلة مع رويترز مساء أمس السبت، إن قطر لن تتحرك وحدها لتزويد مقاتلي المعارضة بصواريخ تطلق من على الكتف للدفاع عن أنفسهم في مواجهة الطائرات الحربية السورية والروسية.

وقال الوزير إنه رغم احتياج المعارضة لمزيد من الدعم العسكري فإن أي خطوة لتزويدها بهذه الصواريخ المضادة للطائرات لابد وأن تقررها بشكل جماعي الأطراف الداعمة للمعارضة.

حيث يشعر  بعض المسؤولين الغربيين بالقلق خشية أن تقدم دول الخليج التي أزعجها الدعم الجوي الروسي الفعال للرئيس السوري بشار الأسد على تزويد المعارضة بمثل هذه الأسلحة. وتخشى واشنطن احتمال وقوع هذه الأسلحة في أيدي جماعات متشددة واستخدامها ضد طائرات ركاب غربية.

وقطر أحد الداعمين الرئيسيين لمقاتلي المعارضة الذين يحاربون الأسد وتعمل إلى جانب السعودية وتركيا ودول غربية في برنامج للمساعدات العسكرية تشرف عليه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية يزود جماعات المعارضة المعتدلة بالسلاح والتدريب.

وأكد الشيخ محمد أن قطر مصممة على الاستمرار.

وقال: "هذا الدعم سيستمر ولن نوقفه. وإذا سقطت حلب فهذا لا يعني أننا سنتخلى عن مطالب الشعب السوري".

حليف تاريخي

وقال الشيخ محمد "حتى إذا سيطر النظام على حلب فأنا واثق أنهم (مقاتلو المعارضة) لديهم القدرة على استعادتها من النظام... نحن بحاجة لمزيد من الدعم العسكري لكن الأهم أننا نحتاج لوقف القصف وإنشاء مناطق آمنة للمدنيين".

وأضاف أن الأسد هو "وقود داعش" مستخدمًا اسمًا شائعًا لتنظيم الدولة الإسلامية، لأن قتل قواته للسوريين هو الذي يساعد التنظيم في تجنيد الشبان السوريين في صفوفه. وقال إنه لم ير مطلقاً أي جهود من جانب الأسد لمحاربة التنظيم.

وكان ترامب أشار إلى اعتراضه على الدعم الأمريكي لمقاتلي المعارضة، مشيرًا إلى أنه قد يتخلى عنهم للتركيز على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على أراض في شرق سوريا ووسطها.

وقد يتعاون ترامب في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية حتى مع روسيا التي تقصف مقاتلي المعارضة منذ أكثر من عام في غرب سوريا. وقال الأسد في مقابلة نُشرت هذا الشهر إن ترامب سيكون "حليفًا طبيعيًا" إذا قرر "محاربة الإرهابيين".

وقال الشيخ محمد "نريد أن تكون الولايات المتحدة معنا بالتأكيد فهي حليف تاريخي".

لكنه أضاف "إذا أرادوا تغيير موقفهم فهل سنغير موقفنا؟ بالنسبة لنا في قطر على الأقل لن نغير موقفنا. فموقفنا مبني على أساس مبادئ وقيم وعلى تقييمنا للوضع هناك".

وتعتقد قطر ودول الخليج الأخرى أن المعارضة الوطنية السنية ضرورية لتحقيق الاستقرار في سوريا. لكن هذه السياسة عرقلتها انقسامات في صفوف المعارضة والدور البارز الذي لعبه الجهاديون في التصدي للقوات الحكومية.

واتهمت حكومة الأسد دول الخليج بدعم ما تصفها بأنها جماعات إرهابية في البلاد. وتنفي دول الخليج ذلك، وقال الشيخ محمد إن أي جماعة تشارك تنظيم القاعدة قيمه ليست لها أي فاعلية أو فائدة.

ويعتمد الأسد الذي ينتمي للأقلية العلوية على الدعم العسكري من روسيا وإيران وفصائل شيعية في الحرب.

وأشار الشيخ محمد إلى أن آراء ترامب في الشأن السوري قد تتبلور ما إن يتولى منصبه عندما يتلقى تقارير المخابرات عن "الواقع" على الأرض.

وقال إن الواقع هو أن الأسد والعنف الذي تستخدمه قواته هو الخطر الأمني الرئيسي وإن تنظيم الدولة الإسلامية من نتاج الحرب الأهلية وإذا لم تنته الحرب نهاية عادلة فستظهر جماعات متطرفة أخرى.

وأضاف مشيرا إلى خروج تنظيم الدولة الإسلامية من عباءة تنظيم القاعدة "إذا لم نعالج سبب كل ذلك... ودون معالجة قضية الأسد فستظهر لنا جماعة متطرفة أخرى وستكون أشد تطرفا ووحشية."

مشاكل لعشرات السنين

وهاجم الوزير مصر لانحيازها فيما يبدو إلى جانب الأسد وانتقد إيران لما وصفه بتدخلها في شؤون الدول العربية.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي حصلت بلاده على مليارات الدولارات من دول الخليج لدعم اقتصادها المتعثر أيد القرار الروسي بشن هجمات في سوريا دعماً للأسد.

وقال الشيخ محمد "للأسف من وجهة نظرنا أن مصر تؤيد النظام.. ونرجو أن تعود إلى صفنا".، وأضاف أن دعم الأسد يعادل دعم الإرهاب "لأنه إرهابي ولأنه يقف على قدم المساواة مع داعش."

وانتقد الشيخ محمد الساسة الغربيين لاستخدامهم خطابا مناهضًا للمسلمين واللاجئين في الحملات الانتخابية وقال إن ذلك يتعارض مع القيم التي يمثلها الغرب منذ أمد بعيد.

وأضاف أن هذه التصرفات "ستتسبب في مشاكل لعشرات السنين لأن الطائفة المسلمة في أوروبا والولايات المتحدة جزء من نسيج مجتمعها. ربما يساعدهم ذلك في الفوز في الانتخابات لكنه سيبقى لعشرات السنين. وسيخلق مشكلة داخل مجتمعاتهم".