من هو الفريق أول مشعل الزبن؟

من هو الفريق أول مشعل الزبن؟
حجم الخط
بحلول عام 2010 أصدر العاهل الاردني عبد الله الثاني بن الحُسين قراراً بتعيين اللواء ” حينها ” مشعل الزبن رئيساً لهيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية ، لم يقع الإختيار على الفريق الزبن إلا بعد رؤية ملكية حكيمة رأت في هذا الجنرال قدرات عسكرية تم بناؤها على مدى ثماني وثلاثون عاماً من الخدمة في الجيش العربي .
 
إبن مدينة الزرقاء الأردنية الذي ولد فيها عام 1953 ليلتحق بعد إنهاء دراسته الثانوية في الكلية العسكرية التابعة للقوات المسلحة الأردنية عام 1972 ، ليبدأ مشواره العسكري كضابط دروع في الجيش العربي ومن ثم إلتحق بعدة دورات عسكرية لصقل ” خبرته العسكرية ” ، وبعيد مشوارٍ طويل في البناء العسكري تسّلم الفريق الزبن قيادة كتيبة الدبابات ومن ثم قائداً للواء المشاة وبعدها مدير مديرية العقيدة والتدريب المشترك ( مديرية التدريب العسكري سابقاً ) وتسلم بعدها قيادة المنطقة العسكرية الشمالية ليصبح بعدها رئيساً لهيئة التخطيط الإستراتيجي التابعة للقوات المسلحة وبعد سلسلة من العمل القيادي لفروع القوات المسلحة صدر قرار القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله الثاني بتعيينه رئيساً لهيئة الأركان .
 
بدأ الفريق الزبن منذ تسّلمه لرئاسة أركان القوات المسلحة بالعديد من المهام أبرزها رفع المستوى القتالي لأفراد القوات المسلحة ، وتطوير أسلحتها ، وتمتين قوتها تنفيذاً للتوجيهات الملكية التي تولي العناية الكاملة بالقوات المسلحة الأردنية وأفرادها لتبقى قويةً لأجل حماية الوطن الأردني من إي تهديد أو خطر سواء داخلي وخارجي ، لتشهد القوات المسلحة بفترة تولي الفريق الزبن ” نقلة نوعية ” سواء على صعيد الفرد العسكري أو قدراتها الذاتية وأسلحتها وحتى دورها التنموي طبقاً للرؤية الملكية التي نفذها الفريق الزبن بإخلاصٍ وتفاني .
 
لم تكن الفترة التي إستلم بها الفريق الزبن (2010-2016 ) قيادة أركان القوات المسلحة فترةً هادئة فالصراعات الإقليمية بدأت بتهديد الأمن القومي الأردني سواء على الجبهة الشرقية ( الحدود العراقية ) أو على الجبهة الشمالية ( الحدود السورية ) ، فكان الفريق الزبن يعمل ومعه أفراد القوات المسلحة في تأمين حدود المملكة والتصدي الحازم لأي خطرٍ يستهدف أمنها وإستقرارها وسيادتها ، فعملت القوات المسلحة طيلة فترة ما يعرف بـ ” الربيع العربي ” على تأمين حدود الوطن والتصدي لأي عمليات تهريب أو تسلل .
 
كان الفريق الزبن يعمل بصمت ويتنقل بزيارات ذات طابعين ( سياسي – عسكري ) إلى كل الدول العالم ذات التأثير في الشرق والأوسط ومناطق الصراع الملتهب ، ومن ثم يعود ليزور المواقع الحدودية ويطمئن على الوضع الأمني وعلى أفراد القوات المسلحة الأردنية وينقل توجيهات جلالة الملك بضرورة التعامل الإنساني مع اللاجئين ومع من يطلب ” النجدة ” وكان أفراد القوات المسلحة عند حسن الظن دائماً بإنسانيتهم وأخلاقهم وإنتماؤهم لتلك المؤسسة الوطنية .
 
قبل حوالي شهر صدر قرار من العاهل الأردني بإحالة الفريق أول مشعل الزبن إلى التقاعد ، لتبدأ بعدها الشائعات الكريهة بالانتشار بإتهامات هدفها النيل ليس من شخص الفريق الزبن فحسب إنما من العسكرية الأردنية بهدف ” كسر ” الصورة الوطنية النقية لتلك المؤسسة التي كانت ولا زالت محط إحترام وتقدير الشعب الأردني والشعوب العربية ، حيث ُ منذُ الأول لإحالة الفريق الزبن إلى التقاعد لم تكن تلك الشائعات ولم يهدأ مروّجيها ولكن لم تلقَ هذه ” الهرطقات ” اللاوطنية أذاناً صاغية ولا إهتمام ولا فضول ، بل ذهبت أدراج الرياح أو تحديداً إلى ” سلة مهملات الأكاذيب ” .
 
الفريق الزبن ليس شخصية عسكرية عملت أربعة وأربعون عاماً في خدمة الوطن الأردني داخل القوات المسلحة ، بل شخصية وطنية كان لها دورٌ وطني في خدمة الوطن الأردني في أحلك الظروف ” الجيوسياسية ” في عمر الأردن الذي يعيش الاّن ضمن ظروف إقليمية خطيرة وصراعات محيطة به ولكن ظلت القوات المسلحة كما كانت محافظةً على إستقرار الأردن وسيادته وأمنه وأمن كل مواطنٍ أردني .