إسرائيل: ضعف «داعش» لمصلحة «حزب الله» في سوريا

1-109
حجم الخط

حذر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال هرتسي هاليفي من أن إسرائيل تنتظرها سنة عدم استقرار في مناطق السلطة الفلسطينية. وشدّد هاليفي في كلمة ألقاها في اجتماع مغلق عقد أمس الأول في جامعة تل أبيب على أن تولي دونالد ترامب السلطة في أميركا سيضع تحت الاختبار «الأيديولوجيا المضادة» التي انتهجها، وبفضلها فاز في الانتخابات الأميركية. وقال إن الانتخابات المقررة في إيران في العام المقبل ستشكل استمراراً للاعتدال التدريجي النسبي في تلك الدولة.
وأشار هاليفي في كلمته أمام «المنتدى الأكاديمي التجاري» في جامعة تل أبيب إلى أن احتمالات التصعيد وعدم الاستقرار في الضفة الغربية في عام 2017 تتزايد على خلفية ما تشهده مكانة الرئيس الفلسطيني محمود عباس من زعزعة. ونقلت «هآرتس» عن مشاركين في الندوة قولهم إن هاليفي ركّز على عواقب تضعضع الوضع الأمني في الضفة الغربية على خلفية الصراعات الداخلية في السلطة الفلسطينية، وخصوصاً حول مسألة ما بعد عباس. وقال إن «عام 2017 سيكون عاماً غير مستقر في السلطة الفلسطينية. ستكون الكثير من الجهات التي ستشكك بزعامة ابو مازن وحماس ترغب في نيل الإنجازات مقابله. أما النتيجة فستكون واقعاً متحدياً جداً في يهودا والسامرة».
وأضاف رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية أن التراجع في عدد العمليات في الأشهر الماضية ينبع من تزاوج بين الأثمان العالية التي يدفعها الجمهور الفلسطيني وحقيقة أن إسرائيل تقاتل ضد منفذي العمليات في ظل امتناعها عن العقاب الجماعي للسكان. وأشار إلى الاتهامات للعرب بإشعال الحرائق على خلفية قومية قائلاًَ: «يوجد طريق لمواجهة الحرائق، ولكن ستكون بعدها اختراعات جديدة، هذا سيأتي على موجات ويجب أن نكون جاهزين».
وبدا هاليفي متفائلاً بالنسبة لتطور العلاقات بين اسرائيل ودول عربية مثل السعودية ودولة الامارات. وأشار إلى «أن لنا وللدول السنية مصالح مشتركة. أما ما نفعله في هذا فهي مسألة أخرى، ولكنها الفرصة الأكبر لاسرائيل في السنوات القريبة المقبلة».
وتطرق هاليفي إلى نقطة مركزية أخرى عمل على إبرازها في كلمته وتتعلق بالانتخابات الرئاسية في ايران في ايار 2017. وادعى هاليفي أنه إذا انتصر الرئيس حسن روحاني في الانتخابات فإنه سيواصل ميل التغيير الذي حاول قيادته في الدولة في السنوات الأخيرة. وشدّد على أن «روحاني أشد إصغاءً لما يريده الشعب. بعد 5 ـ 6 سنوات قد نرى إيران مختلفة، فالإيرانيون أقوياء في كليات الهندسة وينتصرون في الاولمبياد في الرياضيات، ولكنهم لا يبقون للسكن في إيران. ولعل الحكم الذي سيكون بعد الانتخابات، سيكون حكماً يدفعهم لأن يبقوا».
مسألة أخرى طرحت في محاضرة رئيس شعبة الاستخبارات وتتعلق بنتائج الانتخابات الأميركية والحملات الانتخابية المتوقعة في السنة القريبة المقبلة في اوروبا. وقال وهو يبث عرضاً فيه صور للرئيس الأميركي الوافد دونالد ترامب، وموقفاً من الاستفتاء الشعبي في بريطانيا عن ترك الاتحاد الأوروبي، إن «العالم في جيل النضج، وتوجد في الكثير من الدول تصويتات مضادة». وأضاف أن «ترامب انتصر، لأنه كان ضد المنظومة. السؤال هو الآن كيف ستكون قيد الاختبار ايديولوجيته المضادة وكيف سيعمل ضد المنظومة من داخل البيت الأبيض». وفي هذا السياق، قال هاليفي إنه «إذا صعدت إلى الحكم أحزاب قومية متطرفة أخرى في الغرب، فإن مؤسسة الدولة ستتعزز والأسوار بين الدول سترتفع».
كما تناول هاليفي في حديثه الوضع في تركيا وحكم الرئيس رجب طيب أردوغان. وبدا متشائماً بالاتجاه الذي تسير فيه تركيا وادعى أنه محظور على إسرائيل أن تبدي حماسة زائدة في تسخين العلاقات مع أنقرة. وقال إنه «بعد 5 ـ 10 سنوات لن يتم إبراز تراث أتاتورك بعد ذلك. فنحن في مسيرة تطرف ديني في تركيا. في كل ما يتعلق بتحسين علاقاتنا مع تركيا، علينا أن نلعبها بصعوبة ونحققها ونتقدم فيها رويداً رويداً».
وأضاف هاليفي في تقديره أن الحرب في سوريا لن تنتهي قريباً. وقال: «يحتمل أن يتحقق في أوروبا اتفاق في موضوع سوريا، ولكن احتمالات تطبيقه ضعيفة جداً. لكن التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا كفيلٌ بأن يحل هذا». وبحسب رأيه، فإنه بسبب الحرب في اوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا توجد رغبة في موسكو للوصول الى تفاهمات مع الولايات المتحدة واوروبا على وقف الحرب في سوريا مقابل رفع العقوبات.
كما أضاف رئيس الاستخبارات أن تنظيم «داعش» ضعف، و «الدولة الإسلامية» التي أقامها تتقلص. ومع ذلك، شدّد على أنه إذا ضعف «داعش» فتمتاز ايران و «حزب الله» بتفوق في سوريا، لن يكون في مصلحة إسرائيل. وأشار الى أن «حزب الله» في ضائقة تنبع من عدد قتلاه المرتفع الذين يخسرهم في سوريا، ومن الضائقة المالية التي يمر بها وتجعل من الصعب عليه دفع بدلات التقاعد لرجاله. لكنه أشار الى أنه «من الجهة الأخرى فإنهم يبنون قوة مقابل إسرائيل، ويجتهدون للحفاظ على الجاهزية مقابلها».