كشفت البحوث الأخيرة عن زيادة واضحة في معدلات الإصابة بسرطان الفم بنسبة 68% في العقدين الأخيرين.
وقد أصدرت أبحاث السرطان في بريطانيا أرقاما تبين وجود ارتفاع مقلق في معدلات الإصابة بسرطان الفم (من 8 إلى 13 حالة لكل 100 ألف شخص).
وقفز المعدل بنسبة 67% في السنوات الـ 20 الماضية عند الرجال تحت سن الـ 50، لتصل الإصابات من حوالي 340 إلى حوالي 460 حالة سنويا. أما الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50 سنة وأكثر، فارتفعت المعدلات لديهم بنسبة 59% (من 2100 حالة إلى 4400 حالة سنويا).
ويعتبر سرطان الفم هو الأكثر شيوعا عند الرجال ولكن توجد زيادات مماثلة أيضا عند النساء، حيث ارتفعت معدلات الإصابة بسرطان الفم بنسبة 71% في السنوات الـ 20 الماضية بين النساء تحت سن الـ 50، مع ارتفاع الإصابات سنويا من 160 إلى 300 حالة.
وسجلت المعدلات ارتفاعا واضحا في الإصابات بنسبة 71% عند النساء ممن هن فوق سن الـ 50 مع تزايد الحالات من 1100 إلى حوالي 2200.
وترتبط حالات الإصابة بسرطان الفم (9 من بين 10 حالات) بنمط الحياة وعوامل خطرة أخرى، والتدخين يعد أخطر عامل يمكن تجنبه إذ يرتبط به ما يقدر بنحو 65% من حالات الإصابة.
وبين العوامل الأخرى الكحول والوجبات الغذائية الخالية من الفواكه والخضروات، وكذلك وجود التهابات نتيجة الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (Human Papilloma Virus).
وتُصاب الشفتان واللسان واللثة والحنك بسرطان الفم بالإضافة إلى اللوزتين والجزء الأوسط من الحلق
يذكر أنه تم تشخيص إصابة السيدة أندريا فيرون (47 عاما) في عام 2013 بسرطان الفم بعد إجراء فحص روتيني لها من قبل طبيب الأسنان. وقالت حينذاك: "كنت أعتقد أن معظم الأشخاص المصابين بسرطان الفم هم من المدخنين الشرهين ممن تزيد أعمارهم عن 50 عاما، لذلك صُدمت عندما تم تشخيص حالتي بالإصابة بسرطان الفم".
وأضافت: "إن هذا النوع من السرطان لا يقتصر على سن أو جنس معين، وبفضل طبيب الأسنان اكتشفت إصابتي في وقت مبكر وأنا أشعر إنني محظوظة جدا".
وتتعاون فرق أبحاث السرطان حاليا مع جمعية طب الأسنان البريطانية لمساعدة الأطباء والممرضين والأخصائيين في صحة الفم على الكشف عن المرض مبكرا.
وقالت جيسيكا كيربي من معهد أبحاث السرطان في بريطانيا: "من المثير للقلق أن سرطان الفم أصبح أكثر شيوعا، ومن المهم متابعة الحالة الصحية والبحث في حال وجود ورم في الشفاه أو الفم أو قرحة حمراء أو ورم غير مبرر في الرقبة واستشارة الطبيب المختص".
وأضافت موضحة: "إن أنماط العيش يمكن أن تساعد في التقليل من خطر الإصابة بالمرض، ومن أهم الأمور التي يجب اتباعها: عدم التدخين والتخفيف من شرب الكحول وتناول الكثير من الفواكه والخضروات. كما يمكن تطعيم الأشخاص بلقاح يساعد على الوقاية من التهابات فيروس الورم الحليمي البشري عن طريق الفم".