الطفل يثير الجلبة فى كل أركان المنزل العربى. لا يتوقف عن الضجيج. هكذا يتصرف. بغير ذلك لن يتعرف عليه أحد. هكذا يظنون. أو هكذا تعاملت معه الحكومات العربية الكبيرة خلال العقدين الأخيرين.. ولم تأخذه على محمل الجد.
نعتذر على حسن الظن بك. الآن عرفنا الحقيقة. قطر ليست أكثر من خنجر مسموم فى ظهر الأمة العربية. تتعاون مع أعداء العرب. أكثر من تعاونها مع محيطها العربى. فعلاقاتها بإيران أفضل من علاقتها بدول فى مجلس التعاون الخليجى. علاقتها مع إسرائيل أقوى من علاقاتها بالفلسطينين. علاقاتها بأمريكا أقوى من علاقاتها بكل العرب مجتمعين. وتنتهج سياسة خالف تعرف ليكون لها شأن.
فلم نفهم جيداً استضافة قطر لرجال طالبان، ولا الأموال التى تدفعها لتنظيم القاعدة، وبقية الجماعات الإرهابية فى العالم العربى. التى تفجر وتقتل الأبرياء العرب وغير العرب فى كل مكان.
نشكر الله أن قطر لا تمتلك أدوات تستعين بها فى سياساتها الخارجية إلا شيئين: المال والاعتراض. الاعتراض على كل شىء. الاعتراض على أى شىء. المهم أن يكون لها صوت. حتى لو اتخذت من الإرهابيين أصدقاءً لها.
تنتقد مشكلات سياسية واقتصادية فى كل العالم العربى، ولا تنظر لنفسها. تستخدم قناة الجزيرة فى ذلك، التى هى كل شىء. هى جيش الأمير وصوته وسيفه. ولا شىء آخر لديه. ليحدث به الجلبة، ويثير به الغبار فى وجه الكبار.
فأميرها يتحدث عن الانتخابات والديمقراطية ولا يعرف من أمرها شيئا. ينتقد الجيوش العربية والحروب وكانت أكبر حرب خاضها خناقة فى أحد بارات لندن. دفعت السفارة القطرية هناك أموالا طائلة لصحفيين ومصورين إنجليز حتى لا يتم نشر تفاصيلها.
الأمير فى حوار سابق له- نشره موقع الجزيرة فى يوليو 2015- يتحدث عن تحقيق الحق والعدل فى مصر، من فضلك خليك فى حالك. واهتم بإقرار هذه القيم فى بلادك. ربما نتعلم منكم شيئا.
العائلة الحاكمة هناك فى صراع داخلى رهيب منذ منتصف التسعينيات. صراع يحكمه الخوف والعصبية ودوائر مغلقة يتم التحكم فيها من الخارج، فلا تحكمها مصالح وطنية، فهذه كلمة غير موجودة فى القاموس القطرى. فأصحاب النفوذ فى الإمارة الصغيرة أشبه بعرائس الماريونيت الخشب فى أيدى ثلاثة، هم السى آى إيه، والشاباك، وجناح متطرف فى الحرس الوطنى السعودى.
الشيخ حمد وصل إلى السلطة فى 1995 إثر انقلاب على والده الشيخ خليفة، رحمه الله، قام يومها بسجنه وتحديد إقامته. والأمر نفسه تكرر بصورة أو بأخرى، فلم يكن تميم المدلل هو الأحق بخلافة أبيه، الذى وقع ضحية المرض، إلا أن الأم رتبت المؤامرة بليل، عندما كان الأب يعالج فى أحد المستشفيات الأمريكية.
لم يكن الحج تميم يحظى بالتسلسل الأول فى ولاية العهد، إذ إن له إخوة أكبر منه سناً، بمن فى ذلك من أم أخرى. وقد عين أمير قطر فى بادئ الأمر نجله الأكبر من الشيخة موزة، الشيخ جاسم ولياً للعهد، لكنه عاد ليعين فى مكانه الشيخ تميم فى أغسطس 2003.
أشفق على الزملاء الإعلاميين فى قطر عندما يذهبون للدفاع عن شخص الأمير، الذى لا يستطيع أن يتدبر أمره بغير رجال البنتاجون، الذين يسكنون على مقربة من مقر حكمه، فبغيرهم لن يستطيع أن يوفر الحماية لنفسه.
عن المصري اليوم