المخالفات الجنائية في حاشية بيبي: ينبغي أن يتنحّى

f790ee5638
حجم الخط

التحقيق الإضافي مع سارة نتنياهو يضع النيابة في القدس على مفترق طرق: أخيرا تقديم لائحة اتهام ضدها، حسب توصية الشرطة من نصف عام، أو الاستدارة والتراجع والاعلان بأن المحققين كانوا مخطئين طوال الوقت، وأن المشتبه فيها قدمت تفسيرا مقنعا لأي شهادة ضدها حول أخذ الهدايا المشتبه فيها، ولا توجد تهمة أو أدلة، أو كما يُقال ليس لديها ولم يكن لديها أي شيء.
تم قلب المجن في السابق في ملف افيغدور ليبرمان، لكن اذا حدث ذلك هذه المرة فستكون مفاجأة كبيرة. لذلك يجب الاستعداد للامكانية العملية في وضع سارة نتنياهو في قفص الاتهام. حسب ظهورها في محكمة العمل المدنية في القدس في قضايا عاملي منازل بيت رئيس الحكومة في القدس، يتوقع أن يشاهد الفرحون القلائل في القاعة والفضوليون الكثيرون في العالم تجربة مضحكة وتعلم درس في الوقت ذاته.
في الأحداث التي تم وصفها في الملف المدني حول البيت، وخلافا للملف الجنائي، يظهر بنيامين نتنياهو شاحبا وصامتا. فهو زوج سارة لكنه ليس رب البيت. هو سلبي وهي فاعلة، هو سلبي وهي قوية وهجومية. سارة تصرخ في المكان وتوبخ وتغضب وتدفع أما هو فلا شيء، ينظر من الجانب وهو صامت، ويمتنع عن التصويت.
الآن يأتي دور اختبار طبيعته. فهل سينهض ويفعل شيئا اثناء محاكمتها بسبب أمور حدثت في بيته رغم عدم معرفته بها، كما هي الحال في تقسيم العمل بين الاسرائيليين رفيعي المستوى وبين زوجاتهم، كحال اسحق رابين، الذي تطوع لتحمل مسؤولية مشتركة بسبب حساب الدولارات لزوجته ليئا، أو على الاقل مثل ادوارد الثامن. فقبل 80 سنة واسبوع تنازل ادوارد عن تاج القيصر من اجل أن يتزوج امرأة مطلقة خلافا لرغبة الحكومة والكنيسة، وهي فوليس سمبسون.
"اكتشفت"، كما قال ادوارد في حديثه الى الأمة، "أنه تم منعي من تحمل المسؤولية الثقيلة وأداء دوري كملك، بدون مساعدة ودعم المرأة التي أحببتها"، قال ذلك وتنازل عن العرش.
صحيح أن هذا النموذج لا يشبه موضوعنا. لأن الحكومات مختلفة، لكن يمكن وصف صعوبات بنيامين الاول عند وجود ملف ضد المرأة التي يحبها، لكن يمكن اعفاؤها من النقاشات العلنية الشديدة اذا تم التوصل الى صفقة تشمل كل قضايا العائلة الاخرى، وتشمل استقالته من رئاسة الحكومة.
في الوقت الذي يزداد فيه التوتر العائلي، يزداد الاشتباه بمساعدي نتنياهو السابقين في عدد من المخالفات الجنائية والانضباطية. ليس واحدا أو اثنين، بل ستة. إن هذه ظاهرة. فماذا يقول ذلك عن ارباب العمل؟ ذلك الشخص الذي يزعم أنه يعرف بالضبط ما الذي يخطط له آية الله خامنئي، لكنه لا يعرف سلوك المقربين منه. كل شيء يحدث من تحت أنفه وهو لا يشعر بأي شيء.
مساعدو نتنياهو ينقسمون الى نوعين، اولئك الذين تبدل تأييدهم له واولئك الذين تورطوا. وشخص متميز مثل ليبرمان ينتمي الى النوعين معا. بالنسبة لنوع المتورطين فان سؤال البحث هو ما الذي سبق ماذا، ما الذي أدى الى ماذا، هل نتنياهو يستقطب مثل المغناطيس اولئك الذين سيتورطون، أم أن الوجود قريبا منه هو الذي يضعف القدرة على السيطرة على غرائز الصدّيقين الذين انضموا اليه، المادة التي تُخضع سوبرمان في نقطة ضعفه.
يبدو أن نتنياهو غير مبال بالجواب. فطبيبه الحكومي الذي يحصل على راتبه من خزينة الدولة هو صديق للعائلة، د.هرمان تسفي باركوفيتش، الذي تمت ادانته حول اخفاء الضرائب. ويمكن أنه لا يحب التلون: لو أن نتنياهو اهتم بما قالوه عنه في العقدين السابقين في الشرطة والنيابة العامة ولدى المستشار القانوني للحكومة، لكان تنحى جانبا.