يرتب الاستيطان وفق القانون

306420925614a4b36cf0fe4d9c8f5e2280623046a
حجم الخط

في الذكرى الخمسين لـ "تحرير يهودا والسامرة"، حان الوقت لترتيب هذه العودة الى أجزاء من الوطن، بالقانون. لقد فُرضت الحرب علينا، وفي نهايتها حظينا برؤية تحقق حلم أجيال من اليهود الذين صلوا وأملوا وآمنوا بعودة صهيون. نحن لم نستول على ارض اخرى، بل عدنا الى ارض الاجداد التي احتُلت بدون حق، والتي طُردنا منها مدة ألفي سنة كانت فيها مطاردة وإبادة.
إن شعب اسرائيل شكر وهو يشكر كل من بذل ويبذل الجهود من اجل سن قانون التسوية. فنحن لسنا صليبيين. وقليلة هي اللحظات التاريخية التي تلتقي فيها جذور الماضي مع تحديات الحاضر وآمال المستقبل. وبغض النظر اذا كانت العملية ستُتوج بتسوية أم سيتم انتهاج طريق اخرى مع المستشار القانوني للحكومة ومحكمة العدل العليا، فان المهم هو النتيجة.
إن استيطان البلاد يجب أن يكون بشكل نزيه وعادل. فلا يجب الاستيلاء على الاراضي. ولا يوجد أي مبرر قانوني أو أخلاقي للبناء على الاراضي الخاصة. ومن هنا يجب علينا أن لا نتسبب للآخرين بما نكرهه لأنفسنا وما تعرضنا له على أيدي شعوب العالم. هناك كفاية من اراضي الدولة في "يهودا" و"السامرة"، وهي جاهزة لاستيعاب المزيد من اليهود الذين يرغبون في تحقيق حريتهم في ارض اسرائيل.
إن سكان عمونة، المحبوبين والطلائعيين، يضطرون الى دفع ثمن باهظ. ولكن بفضل تصميمهم سيتم ايجاد حل للآخرين ايضا. لن يغادروا الجبل، بل سينتقلون الى مكان قريب. شراء ارض اسرائيل يتم بشكل صعب، وصعوبة الانتقال تتقزم أمام التسوية والغطاء القانوني. وقد اقترحت عليهم منع مظاهر العنف. فمن لا يستوطن القلوب لن يتمكن أبدا من استيطان الارض.
إن الدولة التي لا تحترم قرارات المحكمة تشبه السفينة التي تبحر في البحر بدون بوصلة وبدون مرساة. يمكن انتقاد قرارات حكم، لكن في الوقت ذاته يجب تنفيذها.
من المؤسف أن تسيبي لفني، من قادة المعسكر الذي يسمى صهيونيا – هذا المعسكر الذي وقف قبل سنوات في واجهة بناء البلاد والدفاع عنها – تتعاون من اجل عدم تسوية الاستيطان مع رؤساء القائمة المشتركة، الذين يمثلون الفلسطينيين في الكنيست. يمكنني تفهم قلق أيمن عودة الذي لا يُسلم ايضا بحدود 1948، لكنني لا استطيع تفهم لفني وزملائها الذين لا يُسلمون بالحدود بعد 1967 ويأملون بالانسحاب.
إن الصراع على "ارض اسرائيل" لن ينتهي بسن قانون التسوية. أمم العالم تجد صعوبة في التسليم بعودة اليهود الى وطنهم، لذلك من المهم أن نبني المزيد وأن نتحدث قليلا وأن نكون مع نفس طويل وانتظار دخول الادارة الجديدة في الولايات المتحدة.