طرطشات

د. فتحي أبو مُغلي
حجم الخط

• أهم خمسة أسباب للوفاة
لا تختلف أرقامنا المحلية عن الأرقام الدولية في تحديد أهم أسباب للوفاة فقد أفاد مركز المراقبة والوقاية من الأمراض CDC بأن أهم خمسة أسباب للوفاة هي أمراض القلب والشرايين تليها أمراض السرطان ثم السكتة الدماغية فأمراض الجهاز التنفسي المزمنة وآخرها الحوادث، المهم في الدراسة التي نشرها المركز ان هذه الأمراض ممكن الوقاية منها او منعها بنسب مختلفة 30% لأمراض القلب و15% للسرطان و28 للسكتة الدماغية و36% لأمراض الجهاز التنفسي و43% للوفيات من الحوادث، ويعتبر التوقف عن التدخين من اهم وسائل الوقاية من الوفاة بسبب أمراض القلب والسرطان والسكتة الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي والحوادث، فهل بعد هذه البيانات يبقى هناك سبب واحد للاستمرار بالتدخين؟.

• التأمين الصحي الإلزامي هو الحل
ان ندعي ان كل الشعب مؤمن صحيا وان نقول ان لدينا افضل تأمين صحي في العالم من حيث حجم التغطية فهذا عبث وتضليل، فالتأمين الصحي الجيد هو الذي يوفر للمواطن تغطية صحية شاملة وخدمات صحية ذات جودة عالية وآمنة وبنفس الوقت يكون النظام الصحي قادرا على توفير مصادر تمويل مستدامة لخدماته، وفي دولة محدودة الموارد لا يتأتى هذا الأمر إلا من خلال إقرار قانون للتأمين الصحي الإلزامي الذي يشارك الجميع في تمويله وفق مفهوم التغطية الصحية الشاملة، والذي يؤدي الى ضمان أن يتاح للناس جميعا إمكانية الحصول على خدمات صحية عالية الجودة، ووقاية كل الناس من المخاطر التي تواجه الصحة العامة، وحمايتهم من الفقر بسبب اعتلال الصحة.

• نحو قانون للمساءلة الطبية
من يزعم انه في فلسطين لا توجد أخطاء طبية فهو واهم، الأخطاء الطبية موجودة في فلسطين كما هي موجودة في كافة أنحاء العالم، لكنّ هناك خلطا مستمرا واحيانا مقصودا بين الخطأ الطبي الذي يحدث مع تفاني الطاقم الطبي في عمله وفق افضل الممارسات الطبية وبين الخطأ الطبي الناتج عن الجهل او الإهمال والتقصير، كما لابد ان ننوه الى ان هناك مضاعفات مرضية قد ترافق أي حالة مرضية لا علاقة لها بالخطأ الطبي ولابد من التفريق بينها وبين الخطأ الطبي، ومن اجل كل ما سبق لابد من وجود هيئة من خبراء طبيين وقانونيين تدرس حالات الشبهة بخطأ طبي وتفيد القضاء برأيها الفني، كما انه لا يجوز أن يتم توقيف طبيب إلا بعد ثبوت الخطأ الطبي من خلال قرار قضائي قطعي، من اجل كل ما سبق نحن بحاجة لإقرار قانون للمساءلة الطبية يحمي الطبيب والمواطن في آن واحد.

• المطران حنا عطاالله، قيمة وقامة
من منا لم يحضر المطران حنا عطاالله في ورشة عمل او ندوة او مؤتمر وهو يقدم مداخلات ويعرض آراء في كافة مناحي الحياة، تعبر في مجموعها عن إنسان يتمتع برؤية إنسانية، وطنية، وحضارية، رؤية تعبر عن مدى انغماس هذا المطران بقضايا شعبه الاجتماعية والسياسية والإنسانية بشكل عام، المطران حنا وهو للعلم المطران العربي الوحيد في الكنيسة الأرثوذكسية، يواجه هذه الأيام مشكلة مع بطرك كنيسته، ورغم أننا لا نرغب بالتدخل في شؤون الكنيسة، إلا أننا نجد من واجبنا ان ننتصر لرجل دين وقف دائما مع قضايا شعبه وتألم لآلامهم وشاركهم أفراحهم وهو الآن يواجه مشكلة ربما تكون مرتبطة سببيا بانتمائه الوطني والتزامه بقضايا شعبه.