يا أبناء فتح في غزة .. لا تتباكوا على الخسارة لأن غزة خَسَّرت نفسها !

9999462945
حجم الخط

 

عضو المجلس الوطني

من الملاحظ أن ردة فعل ابناء "فتح" في قطاع غزة هي التذمر من نتائج انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري للمؤتمر السابع لحركة فتح، ويعتقدون انه تم تهميش قطاع غزة، وأن نتائج هذه الانتخابات قليلة جداً ولا تمثل فتح في قطاع غزة، ويتباكون على غزة وتاريخها الوطني الفتحاوي، وأنها خسرت الكثير في هذا المؤتمر نتيجة هذا التهميش.

بداية لابد من التأكيد اولا، كمقدمة لما سيتم طرحه لاحقا في هذا المقال، ان من المؤكد ان فلسطين هي الاساس، وان ابناء قطاع غزة هم جزء من الشعب الفلسطيني، كما هم اهلنا في القدس والضفة والمخيمات وفلسطينيي الشتات في كل انحاء العالم، والفلسطينيون أبناء الداخل عام 1948 ، اجزاء من شعب فلسطي. ومن المؤكد أيضاً أن كل هؤلاء جميعاً يعتبرون أنهم مكونات الشعب الفلسطيني في كل مكان، كما أن من المميزات الايجابية للشعب الفلسطيني انه لا يوجد به طائفية ولا مذهبية ولا عنصرية ولا تفرقة دينية، كما هو الحال في بعض الدول العربية ، وبحمد الله أن هذا ليس موجودا بين ابناء الشعب الفلسطيني إلا بالقليل والهامشي . ولذلك فان ابن جنين من الممكن أن يمثل رفح، وابن غزة من الممكن ان يمثل القدس ورام الله و نابلس، وابن الخليل من الممكن ان يمثل غزة وخانيونس، وابن دير البلح وطولكرم من الممكن ان يمثل فلسطينيي الشتات، وهذا يعني أن كل شخص منتخب يمثل كل ابناء شعب فلسطين في كل مكان، وهكذا والعكس لكل ما ذكر صحيح، فلا تتباكوا كثيرا يا أبناء فتح في قطاع غزة لخسارة غزة في اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح، لأن خسارة غزة كانت بسبب ان غزة خَسَّرت نفسها كما سيرد لاحقاً.

اعتقد أن ما حدث في انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري في المؤتمر السابع لحركة فتح كان نتيجة ان غزة خسرت في الانتخابات من ابناء غزة انفسهم المشاركين في المؤتمر السابع لفتح، لأنهم تعاملوا مع موضوع الانتخابات حسب مصالحهم الشخصية والذاتية، لأنهم لا يدركون لعبة الفوز بالانتخابات، وأن كل المرشحين يعتبرون انفسهم قادة، ولا يقبلون أن يتنازلوا لبعضهم البعض، وأن بعض الذين رشحوا انفسهم للمجلس الثوري، يعتبرون انفسهم انهم الأجدر للترشح للجنة المركزية، وأنهم تنازلوا كثيرا كونهم رشحوا انفسهم للمجلس الثوري.

إن كل اعضاء المؤتمر السابع من قطاع غزة هم 350 شخصا من مجموع 1408 اعضاء الذين هم جميعاً اعضاء المؤتمر السابع، ويمثلون كل مكونات الشعب الفلسطيني المذكورين اعلاه الفتحاويين، وقد تم اختيارهم قبل عقد المؤتمر من قبل المكلفين بهذا الشأن، وقد ترشح من قطاع غزة للجنة المركزية العشرات من الـ 350 عضواً، بالرغم من أن العدد المطلوب للجنة المركزية من كل مكونات الشعب الفلسطيني هو 18 عضواً فقط، كما ترشح للمجلس للثوري من قطاع غزة ما يقارب نصف اعضاء المؤتمر السابع الذين تم اختيارهم من قطاع غزة، ومن المستغرب ان بعض هؤلاء المرشحين للمجلس الثوري من قطاع غزة لم يكونوا يوما فتحاويين إلا بعد ان تم اختيارهم اعضاء في المؤتمر السابع !

إن كل هؤلاء الذين رشحوا انفسهم من قطاع غزة سواء للجنة المركزية أو المجلس الثوري ظنوا انهم سينجحون في المركزية والثوري، وكأنهم وحدهم في الساحة الانتخابية، وبعض هؤلاء المرشحين كولس (ولا نريد أن نقول تآمر) مع اخرين من المرشحين من خارج قطاع غزة ضد اخوانهم من غزة!، فماذا ننتظر أن تكون النتيجة ؟!

من المؤكد أن تتشتت اصوات قطاع غزة، وخسرت غزة ما تستحقه فعلا في المركزية والثوري، وخصوصا الثوري الذي كانت خسارة غزة به فادحة، وهنا يأتي ما ذكرناه أعلاه عدم إدراك لعبة الانتخابات وكيفية الفوز بها، وضرورة التنازل لبعضهم البعض للترشح بعدد قليل حتى يمكن الفوز بالعدد الكبير سواء للمركزية او الثوري.

كان الاجدر بأعضاء المؤتمر من أبناء قطاع غزة ان يجتمعوا مسبقاً قبل الانتخابات، ويفرزا من بينهم مرشحين فتحاويين اقوياء، ولهم تاريخهم النضالي الوطني الفتحاوي، بأقل عدد ممكن من المرشحين، وليس كما حدث الترشح العشوائي وبدون تفكير بالعواقب الوخيمة، وكان الاجدر على الآخرين الراغبين في الترشح، ان يتنازلوا لإخوانهم الذين تم فرزهم لخوض الانتخابات، ولو حدث ذلك، فإنه من المؤكد ان النتيجة كانت ستختلف جوهريا عن ما حدث فعلا وخاصة في الثوري، وهنا فإنني اجزم انه لو حدث ذلك لنجح في المجلس الثوري من قطاع غزة ما لا يقل عن 35 عضوا.

وأخيرا يجدر القول ان الخطأ الاساسي كان من لجنة الاختيار لأعضاء المؤتمر السابع من غزة التي اختارت اعضاء ليس لديهم التاريخ النضالي الطويل والخبرة الانتخابية وأصول لعبة الفوز في الانتخابات مع الاحترام والتقدير للنضال الوطني المشرف لكل اعضاء المؤتمر عامة واعضاء قطاع غزة خاصة، وبعضهم لم يكونوا فتحاويين من قبل.

ولهذا اكرر: عليكم يا ابناء الفتح في قطاع غزة أن لا تتباكوا على خسارة غزة في انتخابات المؤتمر السابع لان غزة خَسَّرت نفسها، ولم يحتج احدا من غير غزة ان يتآمر عليها.