نتيجة لغياب واضح لأي فعل فصائلي بين جماهير شعبنا والتصدي للاجابة على التحديات الحاضرة بقوة، استطاعت حركة فتح ان تملأ فراغا سياسيا حاضرا بقوة في فلسطين وتحاول التصدي للاستجابة لبعض التحديات بغض النظر عن التحليل والتقييم، وفجأة يرتفع سقف التوقعات من ابناء الشعب الفلسطيني وباتوا ينظرون لهذا المؤتمر انه مؤتمر عام لقضايا الشعب جميعها ابتداء من العلاج والاخطاء الطبية مرورا بحق السكن والحق بالعمل وكأننا أمام برلمان يمثل الشعب الفلسطيني في قضاياه كافة، وهذا قاد الى استخلاصات سريعة ناتجة عن مفهوم خاطئ للنظام الذي يحكم المؤتمر العام لحركة فتح الا أن حضور الحركة من جهة وامساكها بزمام النظام السياسي على المناطق المصنفة ( "أ"و"ب") وبالتالي بات مطلوبا منها القيام بكل شئ.
الأمر الذي قاد الى سلوكيات غير متبعة في التقاليد الحركية خصوصا ان المهمة التنظيمية هي تكليف لعمل شاق ومن هذه القضايا:
• موجة التهاني التي عجت بها الصحف بصورة لا تتناسب مع تقاليد حركة فتح وخصوصا ان هذه التهنئة تعطي ايحاء ان تصور التاس انهم يتعاملون مع بلدية أو جمعية خيرية أو نادي شبابي أو اتحاد صناعي، وكان يفترض بالكادر الا يعطي ايحاء لمحيطه ايا كان انه ينتضر نصرا على كادر أخر وبالتالي هو بحاجة الى تهنئة وابراز حضوره من حجم المهنئين.
• الاصرار على السؤال عن مستقبل الحكومة الحالية بعد المؤتمر السابع نتيجة خلط واضح أن الذي عقد هو المجلس التشريعي الذي سيحجب او يجدد الثقة بالحكومة، وهذا المؤتمر هو مؤتمر لحركة فتح وهي العامود الفقري للحركة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير.
الاهم في الموضوع ما اثير من نقاش حول فتح بعد المؤتمر السابع والذي كان هذا النقاش قبل المؤتمر عبارة عن تخمينات ونشر اشاعات حول مستقبل فتح بات من الاهمية بمكان رصده وتحليله خصوصا النوعي منه البعيد عن جردة التمنيات وبعيدا عن محاولة التمني أن فتح يجب ان تختار فلانا وفلان من كادرها أو محاولة تضخيم مسألة عدم حضور احد الكوادر للمؤتمر وكيف يكون هذا خارجه وذاك داخلها وهذا ليس تحليلا بل محاولة لخلق انطباع توتيري ليس الا.
من حق الشخصيات الوطنية والمفكرين أن يحثوا فتح بعد المؤتمر السابع لتكون حاضنة للجماهير ورافعة وقائدة للمقاومة الشعبية التي تصر على تسميتها بالسلمية ولماذا لا تملأ فتح الميادين بالالاف وعشرات الالاف، وجعل قضايا استخدمت ضد فتح وضد الشعب الفلسطيني في الفترة السابقة وراء ظهور الحركة ولم تعد الا جزءا من الماضي، حث الخطى ان تظل فتح جزءا من حركة مقاطعة اسرائيل من خلال البضائع والشركات والتشدد في موضوع المستوطنات.
من حق الفعاليات النقابية والشعبية ان تساعد فتح في التفكير اين انتم من العمل الجماهيري الذي وضعتم بصماته في اوائل الثمانينات وكان رافعة لفتح في الانتفاضة الكبرى وانتفاضة النفق وانتفاضة الاقصى، هل باتت فتح على خصام مع الحركة النقابية العمالية ذات التاريخ العريق، هل باتت على خصام مع مبادرات الاسكان الشعبي منخفض التكاليف الذي يتنعم به عدد من الاسر محدودة الدخل التي لم تكن لتسكن لو ظل الاعتماد على السكن من قبل القطاع الخاص.
هل وصلت رسالة الرئيس محمود عباس عندما قال :عندما نحتاج الشبيبة والمكاتب الحركية والمنظمات الشعبية والمجلس الثوري يجب ان نجده وليس فقط مسميات، لعلها وصلت بوضوح لمن هم خارج المؤتمر اكثر الذين باتوا يناقشون ما هو دور المكتب الحركي للمعلمين في تعزيز التربية الوطنية التي تضع فلسطين اولا بدلا من أن نظل ننعت المناهج باقسى النعوت، ما هو دور التجمع الحركي للقطاع الخاص، اين النوعية في الرسالة الاعلامية الفتحاوية التي يحب ان تكون من صياغة مهنيي المكتب الحركي للصحافيين.
السؤال المحوري والمركزي هل سينخرط ذلك الكادر الذي وقف منتقدا ومنتظرا انعقاد المؤتمر السابع في اعمال المفوضيات الحركية ام انه سيناى بنفسه عنها انتظار للمؤتمر الثامن لتكون الامور كما يشاء ايضا، هل سينخرط الكادر بالمقاومة الشعبية السلمية تحت قيادة المركزية والمجلس الثوري، هل سيعكس الكادر الفتحاوي الصورة المشرقة عن فتح ويكف لسانه عن نعت الفتحاويين بنعوت وصفات لا تليق بالاخوة الفتحاوية وشراكة الكفاح الوطني ظنا منه انه بذلك يرفع نفسه ويصبح قائدا، هل ستعود فتح رافعة لقضايا الجماهير والتي تتصدى لمهام المرحلة الراهنة وتحدياتها؟.
محدثي قال لي :كنا نجلس خلال انعقاد المؤتمر السابع فجاء مجموعة من الشباب وتبادلنا معهم اطرفا الحديث وقالوا لنا " استعيدوا لنا حركة فتح التي نعرف ونحب" ، وغادروا وتلك رسالة كانت الامانة الاكبر في اعناقنا
حدث في مثل هذا اليوم السابع من نوفمبر
07 نوفمبر 2023