أكد مصدر ديبلوماسي فرنسي رفيع المستوى، على أن باريس أرسلت لدول عدة شريكة وصديقة اقتراحات لموعد عقد المؤتمر الدولي في شأن القضية الفلسطينية، مضيفاً أن الموعد المقترح هو ما بين 20 و22 الشهر الجاري.
وبيّن أن هناك ترحيباً من الدول التي تلقت الاقتراح، حيث أن عدد الدعوات التي وجهت أكبر من عدد الدول التي حضرت اجتماع حزيران (يونيو) الماضي، وتشمل جميع دول الجامعة العربية واللجنة الرباعية، موضحاً أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو كان أبلغ الرئيس فرانسوا هولاند أنه مستعد للقاء عباس في باريس فقط في حال عدم عقد المؤتمر.
وأوضح أن المؤتمر ليس مؤتمر سلام على طريقة مدريد بل هدفه إبقاء التذكير بأن الحل السلمي يمر عبر حل الدولتين، وأنه يجب إبقاء هذا الحل على الرادار الدولي في وقت تنتقل الإدارة الأميركية إلى رئيس جديد، في إشارة إلى دونالد ترامب.
وقال "إنه لم يكن يوماً هدف باريس أن تعيد إطلاق المفاوضات المباشرة بين الطرفين لأنها مدركة أن الظروف في الوقت الحاضر غير معدة لذلك، لكن بما أنه لم يعد أحد يتكلم عن حل الدولتين، خصوصاً أن هناك أزمات أخرى خطيرة في المنطقة، فإن باريس مصرة على تذكير العالم بهذا الصراع".
وتابع: "رأينا أن هذا التحرك الفرنسي أطلق ديناميكية، فـ (الرئيس فلاديمير) بوتين دعا الرئيس محمود عباس ونتانياهو للقاء في موسكو، وحتى إن لم يتم هذا اللقاء، إلا أنه يعكس وجود اهتمام. ومصر تحركت، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري أيضاً، ولكن باريس تريد إبقاء المسألة مطروحة، خصوصاً في وقت تقول قيادات إسرائيلية إنها ضد الدولة الفلسطينية، ففكرة باريس أن حل الدولتين ما زال موجوداً وتؤيده الأسرة الدولية في لحظة مهمة تنتقل فيها الإدارة الأميركية إلى رئيس جديد".
وأضاف أن هدف المؤتمر هو "البحث في كيفية دفع استمراره (حل الدولتين) بوجود تقرير اللجنة الرباعية الذي صدر في تموز (يوليو) الماضي، واجتماع باريس في حزيران، والبحث في كيفية مساعدة قيادة السلطة الفلسطينية وتعزيز قدراتها. هذا هو هدف المؤتمر ليس أكثر أو أقل".
وتوقع أن يثير وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت اليوم موضوع المشاركة الأميركية في المؤتمر مع نظيره الأميركي جون كيري الذي يحضر اجتماع باريس في شأن سورية.
وكشف أن الروس رحبوا بفكرة المؤتمر، لكنهم لم يؤكدوا إن كان الحضور سيكون على مستوى وزير الخارجية سيرغي لافروف.
وقال الديبلوماسي الفرنسي إن من الصعب الحصول على إشارات من إدارة ترامب عن مواقفها من مسيرة السلام لأن هذا الموضوع ليس من أولويات المسؤولين الذين تم تعيينهم في البيت الأبيض، وفي طليعتهم (مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض) الجنرال (مايكل) فلين، وكل ما حصلت عليه باريس من الإدارة الجديدة هو طرح أسئلة وليس مواقف، والانطباع الأولي من هذه الأسئلة أن الاهتمام منصب في شكل أكبر على ما يجري من نقاش في مجلس الأمن في شأن الاستيطان".
وتابع: "الانطباع لدى باريس أن لدى ترامب أولويات أخرى على الصعيد الدولي في الوقت الحاضر تتعلق بماذا سيفعل بالملف الإيراني النووي، والأزمة السورية وحلب، وإيجاد أرضية تفاهم مع بوتين، فالانطباع أن القضية الفلسطينية ستأتي بعد ذلك، وأنه يريد إعطاء نفسه المزيد من الوقت، وهذا جلي من الاتصالات مع فلين".
المصدر: الحياة اللندنية