"الشبكات الاجتماعية" في خدمة "الإرهاب"

مزايا-الشبكات-الاجتماعية
حجم الخط

قبل سنة، في 13 تشرين الأول 2015، صعد بلال أبو غانم وبهاء عليان، من سكان شرقي القدس، الى خط رقم 78 في "ارمون هنتسيف" في القدس، وبدؤوا اطلاق النار وطعن المسافرين في الحافلة بدون تمييز. والدي، ريتشارد لايكين، وهو متقاعد عمره 76، تم اطلاق النار على رأسه وطعن في وجهه وبطنه عدة طعنات وتوفي متأثرا بجراحه بعد اسبوعين.
القتل الفظيع لوالدي الذي انضم الى آلاف الضحايا الذين فقدوا حياتهم بسبب الارهاب في ارجاء العالم في العقد الاخير، يعبر عن توجه دولي مقلق لصحوة الاسلام المتطرف الذي يتغذى من خلال الاستخدام المتزايد في الشبكات الاجتماعية.
للأسف الشديد، يمكنني بسهولة اثبات خطورة هذه الظاهرة: الافلام القصيرة التي فيها اعادة ما حدث في العملية التي قتل فيها أبي تحت عنوان "النجاح الكبير"، تم نشرها في صفحة الفيس بوك الخاصة لدى اتحاد طلبة "حماس"، وحصلت على عشرات آلاف الاعجابات. صدقوني، الحديث يدور عن طرف جبل الجليد، وهو مثال واحد من بين ملايين الامثلة.
يبدو أنه في العام 2016 لا حاجة الى تفسير أهمية وقوة الشبكات الاجتماعية التي تؤثر في الناس. ولكن مثلما يقول المثل "القوة الكبيرة ترافقها مسؤولية كبيرة". مسؤولية غير واضحة بما فيه الكفاية للشركات الكبيرة. ونشأت فوق الشبكة "دول ارهابية وهمية"، تبث الكراهية. إلا أن هذه الدول، خلافا لأي دولة اخرى في العالم، لا يوجد فيها قانون. المعادلة واضحة: انتشار الاسلام المتطرف الى جانب الزيادة المقلقة في عدد العمليات الارهابية، ازدهر بشكل دراماتيكي وأصبح ممكنا بفضل قوة الفيس بوك واليو تيوب وتويتر وبقية الشبكات الاجتماعية.
من المهم أن نعرف: لدى الشبكات الاجتماعية الوسائل التكنولوجية المطلوبة من اجل القضاء تماما على ظاهرة التحريض. وكيف لي معرفة ذلك؟ لأنه قبل بضع سنوات اتخذ المسؤولون عن الفيس بوك قرارا مبدئيا بازالة المضامين الجنسية من جميع الصفحات، حيث لم تعد مضامين كهذه توجد في صفحات الفيس بوك.
ومثلما سأل اريئيل شارون قبل 25 سنة – "من يؤيد القضاء على الارهاب؟" – أنا اسأل مدراء الشبكات: هل تؤيدون القضاء على التحريض في الشبكة؟ والجواب، للأسف الشديد، سلبي، أو أنه ليس حاسما بما يكفي. الفيس بوك هو شركة هدفها تحقيق الارباح، حتى لو كان مصدرها استخدام المنظمات الارهابية والجهادية للشبكة.
كيف نواجه ذلك اذا؟ أنا أقود حملة في السنة الاخيرة من اجل الضغط على الفيس بوك لتغيير موقفه. وفي اطار ذلك، مع عائلات تضررت من الارهاب، قمنا بتقديم دعوى بقيمة مليار دولار ضد الفيس بوك في الولايات المتحدة. وفي اسرائيل نحن نعمل ايضا. و"قانون لايكين" لمنع التحريض في الشبكات الاجتماعية مر بالقراءة الاولى في الكنيست. لقد أثمرت الجهود: الرئيس الاميركي باراك اوباما استدعى مدراء الشركات الاعلامية – الاجتماعية وقال لهم إنه يتوقع بدء العمل في هذا الموضوع. وقد أغلقت تويتر آلاف الحسابات التابعة لداعش، أما الفيس بوك فقد عينت عدة ممثلين لمواجهة الارهاب. وفي هذا الاسبوع أعلنت الفيس بوك واليو تيوب وتويتر عن نيتها اقامة مجمع من الصور والافلام المتعلقة بالارهاب.
ولكن المشكلة الرئيسة هي أن الشركات لا تعمل بشكل ناجع، بل هي تكتفي باعطاء جواب موضعي على الشكاوى حول المواد التحريضية. وما هو أكثر خطورة من ذلك هو أنها لا توافق على نشر معلومات عن الاشخاص الذين يقومون بالمونتاج – أي الذين يقررون ما هي المواد التي تحرض على الارهاب.
يجب علينا أن نوصل للفيس بوك رسالة واضحة جدا: اللايك الوحيد الذي ستحصلون عليه منا سيكون مقابل الصراع الذي لا هوادة فيه ضد التحريض على الارهاب. ولن نكتفي ببيانات للجمهور.