قصة واقعية : أمي ترفض زواجي ممن أحب لأنها مطلقة

قصة واقعية : أمي ترفض زواجي ممن أحب لأنها مطلقة
حجم الخط

منذ عام التحقت بعمل جديد، وفيه سيدة رائعة بكل المقاييس الجمال والأخلاق والحضور والجاذبية والعلم. أصبحنا من أقوى الأصدقاء في العمل، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فقد أصبحت تشغل كل تفكيري، وحين أشعر بأي ضيق لا أتردد في الاتصال بها والحديث معها، فأشعر بالطمأنينة وأنها سيدة جربت الحياة ولديها الحكمة التي تنقص كثيرات. هذه السيدة مطلقة ولديها ثلاثة أبناء. وقد تزوج طليقها ولديه طفل من زوجته الثانية. أريد التقدم لها والزواج منها، لكن من جهة هي تخاف أن يأخذ طليقها الأولاد، ومن جهة أخرى أمي التي اكتشفت علاقتي بها وهي تفتش في هاتفي، بعد أن لاحظت أنني تغيرت، وحين أخبرتها بالتفاصيل، رفضت الفكرة تماماً والآن تهدد بمقاطعتي إن أقدمت على الزواج منها. ما الحل. وأي طريق أسلك. علماً أننا في عمر واحد تقريباً.

الرد:
عزيزي القارئ،
الطلاق ليس عيباً في المرأة ولا هو نقيصة فيها، وهذا ما يجب أن تفهمه والدتك جيداً، ولنا في رسول الله خير مثال، فقد تزوج من مطلقات وأرامل، وأصبحن من أمهات المؤمنين. علاقتكما تحتاج إلى الصبر مع الآخرين، إقناع الأم ليس صعباً، لكنه يحتاج إلى وسائل إقناع، كأن تلتقي والدتك بها وتتعرف إليها، وتعرف الإيجابيات التي دفعتك للرغبة بالزواج منها.
وكذك تذكير والدتك بأن الدين لا يقبل طريقة التفكير هذه، ولا يرض بالتمييز ضد البشر نتيجة لأوضاعهم الاجتماعية. وأن أمثلة كثيرة من الرسول الكريم والصحابة قد تزوجوا من مطلقات، ولم يكن لهذا الأمر قيمة سلبية تنقص من قدرهن.
ذكّرها بأن الطلاق قد يحدث لأي أحد، حتى لأخواتك مثلاً، فهل تعتقد هي أن الفتاة المطلقة، حتى لو ابنتها، ممنوعة من الحب والحياة وتكوين أسرة جديدة.
الأمر الثالث هو الأبناء والحضانة والزوج، في النهاية ما يحكم هذه المسائل هو القوانين، فنحن نعيش تحت القانون، ويمكن للسيدة أن ترسل أحد ذويها أو تتحدث هي إلى طليقها، وتدرس معه الخيارات وإمكانية الاحتفاظ بالأبناء معها، مع حضوره المستمر في حياتهم. ربما لا ترض زوجة الأب أن تحتض الأبناء مثلاً، ربما لا يكون لدى الأب مشكلة في بقائهم معها، ربما يريد أن يتلقي بك ويتعرف إليك كي يفكر ويقبل.
كما ينبغي من السيدة نفسها أن تعرف ما تريد تماماً، هل في حال أصر الطليق على أخذ أبنائه ستصرف النظر عن الزواج منك؟ أم أنها على استعداد أن تتزوجك مهما كانت النتائج.
التفاوض هو السيد في حالتكما، عليكما المفاوضة مع الأم والطليق وحتى الأبناء، فلا بد من معرفة رأيهم وتقديمك إليهم وللعائلة الكبيرة، لكي تجد الدعم الاجتماعي من كل الأطراف.
عليك أنت أيضاً أن تفكر جيداً أنك ستتزوج من عائلة صغيرة، أم وثلاثة أبناء. فهل لديك القدرة على أن تكون رب عائلة، وهل يمكنك تحمل مسؤولية أن تكون “زوج الأم” الذي عليه دائماً أن يضاعف حنانه ورعايته لكي لا يقع تحت اللوم لأي سبب كان.
وفي الأخير، في البداية ستكون الأمور صعبة على الجميع، ربما تقدمان على الزواج ويأخذ الطليق أبناءه فعلاً، حتى لو اتفق معكم على عكس ذلك، لكن أن يعيش الأبناء مع والدهم ليس مصيبة، ليس أمراً سيئاً، إنه والدهم في نهاية الأمر، لكن المعاناة حين تصبح الأم واقعة في شراك الشعور بالذنب تجاههم والحنين إليهم والخوف عليهم.
كلها أمور عليكم أخذها بعين الاعتبار والتفكير بعمق فيها. مرة أخرى التفاوض والوضوح والإصرار مع الآخرين الشركاء في هذه المسألة هو الطريق الوحيد.