إننا نرى أن القرار يأتي في سياق حالة التفرد والإمعان من قبل الرئيس في تغييب القانون الأساسي، والضرب بمبادئه وأحكامه عرض الحائط ، والإمعان في ضرب استقلالية السلطة، وتدهور حالة حقوق الإنسان ومنظومة العدالة، ويؤسس لنظام شمولي يقوم على الاستبداد والهيمنة والتفرد في القرار .
بكل أسف وألم يتنازل الإنسان عن قيمه مقابل كرسي زائل .. فهل يا أخ عزام بعت المجلس التشريعي للرئيس مقابل الفوز بمركزية فتح ؟!! أو مقابل ماذا ؟!! لم نسمع لك أي تعقيب لا من قريب ولا من بعيد عن سحب الرئيس للحصانة عن خمسة نواب من كتلة فتح البرلمانية! ولك صفة اعتبارية كرئيس لكتلة فتح البرلمانية !! هل نسيت أم تناسيت؟!
أنت تعلم جيدًا أن هذا مخالف للقانون .. وأنت تعلم أن النائب محمد دحلان ظلم بتلك التهم .. ويكفي تصريحك الأخير الذي تم بثه بصوتك بأن دحلان برئ .. فكيف تقبل على نفسك الآن الصمت على ما يصدره الرئيس من قرارات غير قانونية بحق النواب ؟!! والذي سيصدر بحق نواب أخرين كما يقال ؟!! هل هذا يعني أنك متفق تماما مع الرئيس في هذه الخطوات ؟!!
هذا ما يؤكده موقفك الصامت على هذه الخطوات .. والتي أصبحت واضحة أن المخطط الأكبر هو إنهاء المجلس التشريعي على يد الرئيس ومباركة سيادتكم لنسف أحد مقدرات الشعب السياسية، وضياع العدالة الاجتماعية .. لكن لتعلموا جميعاً أن من معه القانون هو الأقوى .
لقد التزمنا سابقًا بقراركم حول تجميد عمل التشريعي .. لكن اعلموا أننا كنا في سبات كبير .. واليوم ندفع ثمن موافقتنا على تجميد التشريعي .. بكيل التهم للنواب .. الى أن أصبح كل مخالف للسلطان تفصل له التهم كما تشاءون .. الى أن يصل معظم نواب كتلة فتح فاسدين .. فإن كان ذلك .. فأين كنت يا عزام خلال قيادتك للكتله عشرة سنوات لتحاسب هؤلاء النواب الفاسدين .. أم أنك مشارك معهم في هذا الفساد ؟؟!
ليعلم الجميع أن نواب الكتلة هم الشرف ذاته وما يحدث لهم الأن هو إقصاء سياسي فاشل ولن يحدث .. القوة للقانون والخطوات قادمة.. لن يطول صبرنا .. ولتعلموا أن في الكون نسور وصقور !! كفى إجراءات وقرارات عبثية .. كفى!!!
