ضابط إسرائيلي: "حماس" ستجر إسرائيل إلى احتلال غزة وفرص السلام معها ضعيفة

ضابط إسرائيلي: "حماس" ستجر إسرائيل إلى احتلال غزة وفرص السلام معها ضعيفة
حجم الخط

قال ضابط كبير في جيش  الاحتلال الإسرائيلي، إن إمكانية عقد اتفاق مع حركة حماس على غرار ما حدث مع حركة فتح ضعيفة جداً.

وحذر الضابط خلال مقابلة أجرتها صحيفة "معاريف" العبرية اليوم السبت، من انفجار حماس في وجه "إسرائيل" سواءً بمواجهة عسكرية أو عبر جر الأخيرة إلى داخل قطاع غزة لإعادة احتلالها.

وأضاف ضابط الاحتياط "دافيد حاخام" الذي شغل في أواسط ثمانينات القرن الماضي منصب رئيس قسم الشئون العربية التابع للحاكم العسكري في غزة آنذاك، أنه "التقى بالكثير من قادة حماس خلال فترة خدمته في غزة وأن الانطباع الذي تركوه لديه لا يبشر بخير".

ونُقل عن "حاخام" قوله إنه "التقى مع قادة حماس إبان خدمته في القطاع بعد استدعائهم لمقابلته في سجونهم، من بينهم مؤسسها الشهيد أحمد ياسين والقياديين محمود الزهار وإسماعيل هنية، وكذلك مؤسس حركة الجهاد الإسلامي الشهيد فتحي الشقاقي"، في حين انتهى الضابط مؤخرًا من كتابة كتاب عن غزة تحت اسم "غزة بمستوى العينين".

وتابع: "سألت الزهار خلال لقائي به غداة مؤتمر مدريد للسلام فيما كان يحتفل نشطاء فتح في الشوارع بهذه المناسبة: ماذا تقول عن رفاقك؟. فأجاب ليتظاهروا وليفعلوا ما يحلوا لهم لأنه سيمر 10، 20، 50 سنة لكن في النهاية سينتصر الإسلام وهذا يعني أنه حتى لو كان هناك المشروع فلا فرصة لنجاحه".

كما عمل "حاخام" منذ ذلك الحين كمستشار للشؤون العربية في وزارة الجيش الإسرائيلي، ويتطرق كتابه الذي يتحدث عن الانتفاضة من الداخل إلى تفاصيل ما كان يدور في غزة إبان تلك الفترة، وكذلك انطباعاته الشخصية عن الفرص المستقبلية للحل.

وبيّن أن "إسرائيل أخطأت حين سمحت بنشاطات المجمع الإسلامي في غزة عام 1979 والذي أقامه الشيخ ياسين، حيث استهان الجميع يومها بقدرته على التأثير على الشباب إلا أن ذلك جاء مخالفًا للتوقعات".

وأشار إلى أن دعوة الشيخ ياسين كانت بمثابة السحر الذي فتن قلوب الشباب وفاجئ الجيش وجهاز الأمن العام "الشاباك"، مشيرًا إلى أنه لن ينسى عيونه وما فيهما من إصرار وتحدي.

وفي إحدى المرات التي يسردها في كتابه، تحدث عن لقاء جمع الشيخ ياسين بالشاعر الإسرائيلي "حاييم غوري" الذي قال له ياسين: "على مدى التاريخ قامت إمبراطوريات وممالك فأين هي اليوم؟، كانت الإمبراطورية الرومانية والعثمانية والألمانية فأين هي اليوم؟. وسيكون مصير إسرائيل كمصيرها".

والتقى الضابط مع القيادي بحماس الرنتيسي وقال إنه "كان يكفي النظر لعينيه لمعرفة مدى العداء الذي يكنه لنا ولم يكن هنالك حاجة ليقول ذلك بلسانه".

وحول رؤيته للمستقبل، أوضح الضابط الإسرائيلي أن "حماس آخذه في التضخم مع مرور الوقت، وفي النهاية ستنفجر في وجوهنا، سواء بجولة أخرى من المواجهات أو عبر الحل الذي أسمعه أحيانًا من المستوى السياسي والذي يقضي بالدخول للقطاع وإنهاء حكمها".

واستذكر الضابط كلمات قالها له رئيس بلدية غزة الراحل رشاد الشوا عندما قال له: "غزة مشكلة إسرائيل. لن تنجحوا أبدًا في التهرب منها. حكم عليكم العيش معها في الخير والشر، وبالشر ستعيش معكم كحجر على رقابكم".

وعبر عن اعتقاده بأن "العودة إلى غزة سيكون بمثابة الخطوة غير المحسوبة لأن غزة ليست سوى نفق كبير ومنطقة قتل، وهنالك حل آخر سوى الاحتلال وهو محاولة الحفاظ على وضع دون عنف مثل غطاء طنجرة الضغط".