تنظر إسرائيل، التي أغار طيرانها الحربي على مواقع قرب دمشق وعند الحدود السورية – اللبنانية، الليلة قبل الماضية، إلى تسلح حزب الله على أنها القضية الأكثر إلحاحاً والتحدي الأخطر لها، كما أنه بناء على تجربة السنوات الأخيرة، بات من الصعب توقع رد فعل حزب الله على غارات كهذه، بحسب محللين عسكريين إسرائيليين.
وارتفعت في الآونة الأخيرة وتيرة التهديدات والتحذيرات التي يطلقها قادة الجيش الإسرائيلي والمسؤولون الأمنيون ضد حزب الله، وكان آخرها تهديدات أطلقها قائد سلاح الجو، أمير إيشل، أول من أمس الجمعة، خلال مقابلة مع القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، وقال فيها إن لبنان سيتعرض لضربات شديدة أكثر بكثير من تلك التي تعرض لها خلال حرب لبنان الثانية، قبل تسع سنوات، في حال نشوب حرب أخرى بين إسرائيل وحزب الله.
وحذر إيشل المدنيين اللبنانيين من أنه لا يجدر بهم التواجد في منطقة يخبئ حزب الله فيها صواريخ لأن منطقة كهذه، ورغم أنها منطقة سكنية، "قاعدة عسكرية".
وكان وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون، قد صرح في منتصف الشهر الحالي بأن إيران تواصل نقل أسلحة إلى حزب الله عن طريق سوريا، وذلك في موازاة رسالة بعثها مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، نيسيم بن شيطريت، إلى وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، بأن قضية تسلح حزب الله هي الأكثر إلحاحاً وخطورة بالنسبة لإسرائيل.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تشير فيه التقديرات إلى تراجع إمكانية شن هجوم إسرائيلي منفرد ضد المنشآت النووية في إيران بعد تفاهمات الأخيرة مع الدول الكبرى.
وكتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، اليوم الأحد، أن "تهديد صواريخ حزب الله عاد ليحتل مكانته كتحدي أمني رقم واحد بالنسبة لإسرائيل".
وعلى خلفية الغارة الإسرائيلية في سوريا، الليلة قبل الماضية، والتقارير التي تحدثت عن قصف قافلة نقل أسلحة إلى حزب الله في لبنان، أشار هارئيل إلى أن بحوزة حزب الله قرابة 100 ألف صاروخ، يغطي مداها كل الأراضي الإسرائيلية، ولذلك فإنه إذا كان بحوزة حزب الله مئة صاروخ أكثر أو أقل، فإن هذه ليست المشكلة وأن هذا الأمر لا يشكل دافعا لشن هجوم جوي ضد قوافل نقل أسلحة.
وأضاف هارئيل أن المشكل تكمن في نوعية الصواريخ وكونها تخرق التوازن بين حزب الله وإسرائيل. إذ أن أمين عام الحزب، حسن نصر الله، يهدد بقصف منشآت عسكرية ومدنية في إسرائيل في حال استهدفت الأخيرة منشآت لبنانية هامة.
ومن أجل تحقيق هذا التهديد، يحتاج الحزب إلى صواريخ دقيقة في إصابة الأهداف الإستراتيجية، بمعنى أن تكون قادرة على السقوط على مقربة عشرات الأمتار من أهدافها وليس في موقع يبعد كيلومتر عن هذه الأهداف.
وأشار هارئيل أيضا إلى نقل الأسلحة في التوقيت الحالي مرتبط بضعف النظام السوري خصوصا أمام هجمات التنظيمات الإرهابية، مثل "داعش" و"جبهة النصرة"، التي استولت في الفترة الأخيرة على مواقع عديدة داخل البلاد وعند حدودها.
وفيما يتعلق باحتمالات إقدام حزب الله على شن هجوم ردا على الغارات الأخيرة، فإنه في إسرائيل يصعب تقدير ذلك، لأن الحزب لم يرد على معظم الغارات الإسرائيلية في السنوات الماضية، لكنه رد بهجوم في مزارع شبعا على الغارة التي استهدفت جنرال إيران وستة مقاتلين من حزب الله، في كانون الثاني الماضي، وأسفر ذلك عن مقتل جنديين إسرائيليين.