هجوم الكرك الارهابي

التقاط
حجم الخط
 

هجوم الكرك إرهابي ان الإرهاب يقدم للعالم كل يوم دليلا علي انه لا وطن ولا دين له , أن هذه الفئة الضالة رفعت سلاحها في وجه الدولة بسبب حقدها الدفين لما تتمتع به هذه البلاد من أمن وأمان في ظل ظروف بؤرة ملتهبة .

إن من تسول له أن يرفع السلاح بوجة الوطن لا بد من أن تقطع اليد التي تمتد اليها دون رحمة أو هوادة . فالقانون فوق الجميع وعلى الجميع أن يحترم هذه القواعد القانونية سواء كانت تتوافق مع رغباته أو تتعارض فالكل سواسية ولا تفريق ولا تفريط في أمن الوطن والمواطن .

نعمة الأمن والاستقرار من نعم الله العظمية ، والبلد الذي يُحرم من هذه النعمة حياة أهله في شقاء وفوضى ، لأن الإنسان في ظل فقدانها لا يأمن على دينه ونفسه وعرضه وماله ، بل وحياة الناس الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية تبدأ بالانحدار والانحسار ..

بورك الوطن الأردني من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه واحد موحد لا تلين عزائم ابناءه ولا تنحني هاماتهم الا لله , نحن على يقين أن الاردن كان وسيبقى عصياً على ان تخترق أمنه وتلوثه بنادق الارهاب ,, فللأردن رجال لا يهابون الموت , يحملون أكفانهم وهم يسيرون الى الشهادة دفاعاً عن حماه ..

نعرف ان أمننا مستهدف , ووطنا يطمع الاشرار ان ينالوا منه ولكن تباً لهم هو العصي وهو الوطن الآمن بإذن الله , حانت ساعة الوفاء للدفاع عن الوطن ضد الارهاب , فكل اردني هو مشروع شهيد وكل أردني هو جندي من اجل الوطن يداً واحده دفاعاً عن ارض الحشد والرباط , هم يحاولون جرنا لحربٍ قذره لن نكون أداة ومعول هدم لا بل كل الايادي تتشارك لاعلاء البنيان وصون الوطن ..

ولا مفرّ من الاعتراف أن التخلّف الارهابي هو، قبل كل شيء، نتاج خلل في الرؤية الدينية ، باعتبار أن الدين وتطبيقاته هما الأصل في حالتَيْ التخلف والتقدم لدى المسلمين. جميع الخلافات الفقهية والمذهبية بين المسلمين والتي تحوّلت بمرور الزمن الى تناقضات وصراعات وكراهية ..

أساسها و جذرها هو فهم و قراءة النصوص الدينية ( قرآن كريم و أحاديث نبوية ) قراءة خاصة تنسجم مع رؤى و مواقف و مصالح كل طرف .. و كذلك فهم وقـراءة قصص وحوادث الـتاريخ الإسلامي و الموروث الإسلامي أيضاً ، و لو أقتصر الاختلاف بالقراءة والفهم عند حدود الاختلاف الفقـهي فلا ضير في ذلك فاجتهاد أمتي رحمة ..!

لكن أن يتحوّل هذا الاختلاف الى بحيرات من الدم .. تـكـفير الآخر .. ألغاء الآخـر .. شيطنة الآخر .. و سبي نسائهِ وأعتباره من الفئة الضالـّة ، و حرق الثروات و الموارد و الممتلكات وحرق فرص التطوّر والتنمية والنهوض الحضاري ...!

هنا يجب أن نتوقف و نقول كــفى .. كــفى ..!!! دماء أبنائنا و حياتنا و مستقبلنا و ممتلكاتنا وثرواتنا ، يجب أن لا تبقى رهينة أجتهاد و رؤيـة هذا الـفقيه أو ذاك .. و هذا العالِم أو ذاك .. ولا رهـينة خطباء المنابـر و الفضائيات المأجورين ..!

ان كل النسيج الاجتماعي الذي يتكون منه الشعب الاردني من شتى المنابت والأصول من اهل البادية الى اهل المدينة الى المخيمات استطاع عبر تاريخ ان يجعلو الاردن وحدة واحدة عبر وحدة الوطن الواحد وحدة الاردن وواقع الحال خير شاهد على ذلك ، فلم تستطع في الماضي ولا في الحاضر اي فتنة ان تنال النسيج الوطني الاردني الواحد ، رغم الافكار المتطرفة التي نسمعها هنا وهناك الا انها تبقى افكارعابرة سبيل مهاجرة ليست مواطنة ولن تكون يوما من هذا البلد الطيب ..

ورغم كل ما يجري من فوضى واقتتال وفلتان وتنامي قوة التنظيمات الاصولية والإرهابية في دول الجوار فإنه لا يوجد في هذه المنطقة كلها بلد أكثر استقراراً من الاردن ، والسبب هو وجود شعب من الصعب اختراقه ، وفوق ذلك ان الاردن بلد التسامح والمحبة وأن الأردنيين قد يختلفون على أشياء لكنهم يتفقون كلهم على ان الاستقرار هو رأسمال بلدهم وأن أمنه هو أمن كل عائلة وكل طفل وكل مدرسة ومسجد وكنيسة وكل جامعة وكل مرفق سياحي على امتداد مساحة الوطن.

إن ما حصل في الكرك نأمل أن تكون سحابة صيف تمر مر علينا وقد سببت لنا قلقا ورعبا من قبل تلك الفئة الضالة والحاقدة على أمن الوطن وأمن المواطن وفضلت أن تكون في أحضان الشيطان وهي تمارس فجورها في بث الرعب وقتل الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يدافعون عن ثرى الوطن وأمن المواطن .