• جامعاتنا والبحث العلمي
رغم كل ما يقال عن تطور او تطوير مستوى التعليم في جامعاتنا فإن الثابت أن هذه الجامعات وبدون استثناء لم تلعب حتى الآن أي دور يذكر في توجيه الأبحاث والدراسات التي تجرى فيها لخدمة تطوير الإنتاج التي تحتاجه الصناعات الوطنية المختلفة، وخاصة الصناعات عالية التقنية وذات المردود المالي الجيد للاقتصاد الوطني. إن من أهم المعايير التي تستخدم في التصنيف العالمي للجامعات وتحدد مكانتها العالمية هو جودة البحث العلمي ودرجة توظيف الأبحاث في خدمة احتياجات الصناعة التطويرية، فهل نطمع او نطمح ان نرى قريباً خططاً استراتيجية مشتركة بين جامعاتنا ومصانعنا في الابتكار وتحقيق ملكيات فكرية تهدف لدعم وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستقبلية لدولتنا العتيدة القادمة؟
• مع الشعب السوري
في ظل انعدام الرؤية الناتجة عن دخان المدافع ونيران الحرائق وخلط الأوراق، لم يعد المطلوب من أي انسان منا، فلسطيني او عربي، أوروبي او اميركي، ابيض او اسود، مسلم او مسيحي او يهودي او هندوسي او ملحد ان يؤيد هذا الطرف او ذاك من المتحاربين، المطلوب هو وقفة صلبة ضد القتل الذي يحدث هناك في سورية، في الشام، التي نشكل نحن الفلسطينيين جنوبها وجزءاً أصيلاً من تاريخها، ويدين العالم كله لها بجزء من إرثه الحضاري، ألا يستحق هذا الإنسان السوري المكلوم منا وقفة دعم وتأييد وصرخة في وجه كل المتحاربين، أن أوقِفوا القتل، أوقِفوا آلات الموت وارحموا من بقوا أحياء على أرض الشام.
• الصمت يخيم
حكمت محكمة في غزة مؤخراً على امرأة شابة بالإعدام شنقاً بتهمة قتل زوجها بطعنه بسكين، ويروي شهود أن المحكوم عليها والتي خسرت قضية أنها قتلت دفاعاً عن النفس وليس عن سبق إصرار، وفق اقوال محامي الدفاع الذي عينته لها المحكمة بسبب عدم قدرتها المالية على تعيين محام لها، ما يكتنف هذه الحادثة والحكم الصادر ضد المرأة هو الصمت المطبق الذي يلف القضية، فلا حركات نسائية اعترضت ولا مؤسسات حقوق انسان تدخلت، فلماذا يا ترى؟.
• كيري يتكلم
كما عودنا الساسة الأميركان فهم لا يعبرون عن قناعاتهم ولا يصرحون عن آرائهم وافكارهم حول الاحتلال الإسرائيلي الا وهم يغادرون البيت الأبيض، فقد صرح وزير الخارجية الأميركي الذي يغادر منصبه قريباً، متخلياً عن دبلوماسيته المعهودة معبراً عن خيبة أمله من سلوك السياسيين الإسرائيليين، محذرهم من أن عليهم ان يختاروا ما بين دعم بناء المستوطنات وبين حل الدولتين، مؤكداً انه قد بذل جهوداً دؤوبة في السنوات الأخيرة من أجل دفع المفاوَضات بين إسرائيل والفلسطينيين نحو اتّفاق على إقامة دولتَين مستقلتَين تعيشان الواحدة إلى جانب الأخرى، متّهماً اليمين الإسرائيلي بأنه يدفع نحو تعزيز البناء في المستوطَنات كجزء من سياسة (أرض إسرائيل الكاملة)، سعيًا منه لتجنّب اتّفاق سلام.
• كسينوفوبيا
كلمة كسينوفوبيا كلمة يونانية تعني الخوف من الأجانب، انتشر استخدامها مؤخراً في أوروبا تعبيراً عن الخوف من الأجانب وكراهيتهم بما يشمل عاداتهم وأزياءهم وثقافاتهم، وقد أخذ رهاب الأجانب (كسينوفوبيا) أشكالاً كثيرة بدأت بتصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي وتجلت خلال حملة الانتخابات الأميركية، وبين هذا الحدث وذاك ظهرت تعبيرات أخرى، طائفية وفئوية وعنصرية وإقليمية، كلها تؤكد أننا حتى داخل المجتمع الواحد نرفض الآخر ومن لا نعرف الى درجة الكره، ولن يتلاشى هذا الخوف من الآخر ما دمنا لا نحاول التعرف على الآخر او التقرب من الآخر وما دمنا لا نحاول فهم الآخر فقد يكون ما عند الآخر يكمل ما لدينا ويعزز آدميتنا.